دعاء صلاة التهجد
صحّ في الحديث عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنّه قال: (كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- إذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قالَ: اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ أنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ لكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ الحَقُّ ووَعْدُكَ الحَقُّ، ولِقَاؤُكَ حَقٌّ، وقَوْلُكَ حَقٌّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، ومُحَمَّدٌ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خَاصَمْتُ، وإلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ، وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ - أوْ: لا إلَهَ غَيْرُكَ).[١]
شرح دعاء صلاة التّهجد
اشتمل دعاء صلاة التّهجد على أدعية جوامع، وفيما يأتي شرح مبسّط لها:[٢]
- "اللهم لك الحمد أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن": والحمد هو: الثناء على الله -عزّ وجلّ- على وجه التعظيم، والقيّم: القائم على أمور الخلق جميعهم ومدبّر أمورهم.
- "لك ملك السموات والأرض ومن فيهن" أي: أنت سبحانك المالك المتصرف بلا منازع في ملكك، لا شريك لك.
- "أنت نور السموات والأرض ومن فيهن" أي: أنّ كلّ شيء في السموات والأرض يستنير بنور الله -تعالى-، وبه -عزّ وجلّ- يهتدي من فيهما.
- "أنت الحق" أي: نشهد أنّ الحقّ اسم من أسمائك يا رب، وصفة من صفاتك، فهو -سبحانه- حقّ في ذاته وصفاته، وأحكامه وأفعاله وأخباره كلها حقّ -كذلك-.
- "ووعدك الحق" أي: لا تخلف الميعاد؛ فتجازي الذين أساؤوا بما عملوا، إلا ما أردت أنْ تتجاوز عنه، وتجزي الذين أحسنوا بالحسنى.
- "وقولك الحق"، أي: كلّ شيء ينسب إليك بحقّ فهو حق، وقولك يا ربّ كلّه صدق وعدل؛ فلقاؤك حقّ، والجنّة حقّ، والنّار حقّ، والنّبيون حقّ، ومحمد -عليه الصلاة والسلام- بنبوّته ورسالته وما جاء به حقّ، وقيام الساعة حقّ.
- "اللهم لك أسلمت، وبك آمنت" أي: لك يا ربّ خضعتُ، وصدّقت بِكَ تصديقاً تامّاً وبكل ما أخبرت به، وبكلّ ما أمرت أو نهيت.
- "وإليك أنبت" أي: إليك رجعت، والإنابة هي الرّجوع إلى الله -سبحانه- بالتوبة.
- "وإليك حاكمت" أي: رضيت بك حكَماً عدلاً بيني وبين مَنْ يخالفني في الرّسالة، ورفعت أمري إليك.
- "وبك خاصمت" أي: أواجه المخالفين مستعيناً بك وبما آتيتني من الحجج والأدلة والبراهين.
- "اغفر لي ما قدمت وما أخّرت" أي: تجاوز عمّا بدر منّا من ذنوب، وتجاوز كذلك عن تقصيرنا في حقّك، وهذا الدّعاء من النبي الكريم لرّبه -سبحانه- مع أنّه معصوم ومغفور الذّنب يأتي من باب إظهار الإجلال والتّعظيم لله والتّواضع في جناب الله -سبحانه-، وهو كذلك من باب التّعليم لأمتّه.
- "أنت المقدم وأنت المؤخر: أي: لا شيء يتقدّم أو يتأخر إلا بإذنك ووفق إرادتك.
وتجدر الإشارة إلى أنّ باب الدّعاء ومناجاة الله -عزّ وجلّ- واسع، سواء كان ذلك في صلاة التّهجد أم في غيرها من الأوقات، ويمكن للمسلم أنْ يدعو ربّه -سبحانه- بما يفتح الله عليه من صيغ الدّعاء، ويحسُن به أنْ يتخيّر وقت سجوده؛ فيدعو بما يحتاجه في أمر دينه ومصالح دنياه.
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1120 ، صحيح.
- ↑ "شروح الأحاديث"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2023. بتصرّف.