شروط الصلاة

معنى شروط الصلاة

الشَرط في اللغة هو: العلامة، والجمع منه: شروط، ويُعرّف في الشَّرع بأنّه: الأمر الذي يتوقّف عليه وجود الحُكم وجوداً شرعيّاً، ويكون خارجاً عن حقيقة الأمر، وإن لم يتحقّق ذلك الأمر فلا يُوجد الحُكم، ومثاله: اشتراط الوضوء للصلاة، فإنّه خارجٌ عن حقيقة الصلاة ولا تُوجد الصلاة ولا تصحّ إلّا به، وإن انعدم الوضوء انعدمت الصلاة.[١]


ما هي شروط الصلاة؟

شروط الصلاة التي لا تتحقّق إلّا بها هي:[٢][٣]

  • الإسلام: فالمسلم هو مَن يصحّ منه التقرّب من ربّه بالصلاة وغيرها من العبادات والطاعات والقُربات.
  • العقل: فالصلاة لا تصحّ من فاقد العقل ولا تجب عليه، ومثال فاقد العقل: المجنون؛ إذ إنّه غير مُحاسب على ما يصدر منه من أقوالٍ وأفعالٍ، استدلالاً بما ورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (رُفِعَ القلَم ُعَن ثلاثةٍ عن النَّائمِ حتَّى يَستيقظَ وعنِ الصَّغيرِ حتَّى يكبُرَ وعنِ المَجنونِ حتَّى يعقِلَ أو يفيقَ)،[٤] ومثال فاقد العقل أيضاً: السكران، إذ إنّه لا يعقل ما يقول وما يفعل.
  • التمييز: أي تمييز الصحيح من الخطأ من الأقوال والأفعال ويُعبّر عنه بالبلوغ، ولذلك فالصغير لا تجب عليه الصلاة إلى أن يبلغ سبع سنين، استدلالاً بما ورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (مُرُوا أولادَكم بالصلاةِ وهم أبناءُ سبعِ سِنِينَ).[٥]
  • الطهارة: وتتحقّق بالوضوء أو الغُسل لمَن وجد الماء وكان قادراً على استعماله، وبالتيمم لمَن عَجِز عن استعماله، وتلك طهارة الجسد، ولا بدّ أيضاً من طهارة المكان والثياب.
  • دخول وقت الصلاة: فلا تجب الصلاة ولا تصحّ قبل دخول وقتها المحدّد، ويُعرف وقت كلّ صلاة برفع الأذان.
  • ستر العورة: ويُراد بالعورة: ما يُحرّم كشفه وإظهاره من المرأة والرجل في الصلاة، أمّا ستر العورة فهو: تغطية وستر ما يُلحق بصاحبه القُبح سواءً من الذكر والأنثى على حدٍّ سواءٍ، والدليل على أنّ ستر العورة شرطٌ من شروط الصلاة قول الله -تعالى-: (يا بَني آدَمَ خُذوا زينَتَكُم عِندَ كُلِّ مَسجِدٍ)،[٦] وفسّر ابن عباس -رضي الله عنهما- الزينة المذكورة في الآية بالثياب التي تستر العورة في الصلاة، وحدود عورة الرجل الواجب سترها في الصلاة من السرّة إلى الرُكبة، أمّا المرأة فيجب عليها ستر كامل جسدها في الصلاة إلّا وجهها وكفّيها.[٧]
  • استقبال القبلة: فلا تصحّ الصلاة إلّا بالتوجّه للكعبة المشرّفة.
  • النية: بعقد الإرادة والعزم في القلب على أداء الصلاة المحدّدة قبل البدء بها، بالإضافة إلى عقد الإرادة على أداء الصلاة تقرّباً من الله -سبحانه-، فقد ثبت في الصحيح عن عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى)،[٨] فالأعمال لا تُقبل من العبد إلّا بالنية.
  • اتّباع النبي: أي أداء الصلاة كما ثبتت وتواترت عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- جيلاً بعد جيلٍ.


المراجع

  1. محمد مصطفى الزحيلي، الوجيز في أصول الفقه الإسلامي، صفحة 403. بتصرّف.
  2. عبد المحسن العباد، شرح شروط الصلاة وأركانها وواجباتها لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، صفحة 4-8. بتصرّف.
  3. محمد بن إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 423. بتصرّف.
  4. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1673، صحيح.
  5. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:5868، حسن.
  6. سورة الأعراف، آية:31
  7. محمد صالح المنجد (31/8/2009)، "ما هي حدود العورة في الصلاة ؟"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 26/4/2021. بتصرّف.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:1، صحيح.