العيد لغة العود وهو الرجوع أي يعود ويتكرر، وقد سمّي العيد بهذا الاسم لأنّ الله -تعالى- يمنّ فيه على عباده في كل عام بأنواع الإحسان كالفطر بعد الصيام والمنع من الطعام، وزكاة الفطر، وإتمام الحجّ بطواف الزيارة، والأضاحي، ويُضاف إلى ذلك أنّ من عادة الناس في يوم العيد إظهار الفرح والبهجة والسرور، وقد شُرعت صلاة العيد في السنة الأولى للهجرة وممّا يدل على مشروعيتها قول الله -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)،[١] حيث يُراد بالآية صلاة عيد الأضحى وذبح الأضاحي،[٢] ومن حِكم مشروعية صلاة العيد: شكر الله -تعالى- على نعمه، والتنويه والإشارة إلى شعائر الإسلام وتعظيمها.[٣]


صفة وكيفية صلاة العيد

  • اتفق العلماء على أنّ صلاة العيد ليس لها آذان ولا إقامة وقد دلّ على ذلك ما ثبت عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: (شَهِدْتُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ الصَّلَاةَ يَومَ العِيدِ، فَبَدَأَ بالصَّلَاةِ قَبْلَ الخُطْبَةِ، بغيرِ أَذَانٍ وَلَا إقَامَةٍ)،[٤] كما اتفقوا على أنّ عدد ركعاتها ركعتان وقد دلّ على ذلك ما ثبت عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: (وصلاةُ الفطرِ رَكْعَتانِ، وصلاةُ الأضحَى رَكْعتانِ).[٥][٦]
  • كما اتفقوا أيضاً على أنّه يُستحب قراءة سورة الأعلى بعد الفاتحة في الركعة الأولى، أمّا في الثانية فذهب الحنفية والحنابلة إلى استحباب قراءة سورة الغاشية بعد الفاتحة، وذهب المالكية إلى استحباب قراءة سورة الشمس، وذهب الشافعية إلى استحباب قراءة سورة ق، وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ صلاة العيد تشمل عدداً من التكبيرات بعد تكبيرة الإحرام، وقد تعددت آراء العلماء في عددها على ثلاثة أقوال كما يأتي:[٦]
  • الحنفية: قالوا بأنّ عدد التكبيرات في الركعة الأولى ثلاث وتكون قبل البدء بالقراءة، وفي الركعة الثانية ثلاث تكبيرات إلّا أنّها تكون بعد القراءة.
  • المالكية والحنابلة: قالوا بأنّ عدد التكبيرات في الركعة الأولى ستّ، وفي الثانية خمس، وتكون التكبيرات قبل القراءة في كلتا الركعتين.
  • الشافعية: قالوا بأنّ عدد التكبيرات في الركعة الأولى سبع، وفي الثانية خمس، وتكون التكبيرات قبل القراءة في كلتا الركعتين.
  • يسنّ عند الانتهاء من أداء صلاة العيد أن يلقي الإمام خطبة، يستحب للمصلين الاستماع إليها، حيث يرغبّهم فيها بالطاعات والأعمال الصالحة، ويحثّهم على تقوى الله تعالى والتزام أوامره، ويذّكرهم بأحكام صدقة الفطر وشكر الله تعالى على تمام صيام رمضان في خطبة عيد الفطر، وفي خطبة عيد الأضحى يذكرهم بالأضحية والحثّ عليها، ويبين لهم أحكامها.[٧]


وقت صلاة العيد وحكمها

يبدأ وقت صلاة العيد بعد طلوع الشمس وارتفاعها بقدر رمح أو رمحين، أي بعد طلوعها بنصف ساعة تقريباً، كما وينتهي وقتها قبل دخول وقت صلاة الظهر،[٨] وقد تعددت آراء العلماء في حكم صلاة العيد إلى ثلاثة أقوال بيانها كما يأتي:[٩]

  • الحنفية: قالوا بأنّ صلاة العيد فرض عين على المسلمين.
  • المالكية والشافعية: قالوا بأنّ صلاة العيد سنة مؤكدة.
  • الحنابلة: قالوا بأنّ صلاة العيد فرض كفاية بحيث إذا قام بها البعض سقطت عن الآخرين.


المراجع

  1. سورة الكوثر، آية:2
  2. وهبة الزحيلي، الفقه الاسلامي وأدلته، صفحة 1386-1387. بتصرّف.
  3. "الحِكمةُ من تشريعِ العِيدينِ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 8-10-2021. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:885 ، صحيح.
  5. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:1419 ، صحيح.
  6. ^ أ ب وهبة الزحيلي، الفقه الاسلامي وأدلته، صفحة 1395. بتصرّف.
  7. محمد بن إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 662. بتصرّف.
  8. وهبة الزحيلي، الفقه الاسلامي وادلته، صفحة 1391. بتصرّف.
  9. عبد الله الطيار، عبد الله المطلق، محمد الموسى، الفقه الميسر، صفحة 434. بتصرّف.