تعد صلاة الظهر من الصلوات الخمس التي فرضها الله تعالى على المسلم في اليوم والليلة، ومما يُشترط على المسلم أن يؤدي صلاة الظهر في وقتها المحدد، الذي نصّت عليه نصوص الشريعة الإسلامية، حيث يبدأ وقت صلاة الظهر من حين زوال الشمس، أي وصولها في وسط السماء، بحيث تصبح عامودية مستوية، ويستمر وقتها إلى حين أن يصبح ظلّ كل شيء مثله يساويه، وبذلك يدخل وقت العصر، ودليل ذلك ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه من حديث الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وَقْتُ الظُّهْرِ إذا زالَتِ الشَّمْسُ وكانَ ظِلُّ الرَّجُلِ كَطُولِهِ، ما لَمْ يَحْضُرِ العَصْرُ)،[١][٢]


عدد ركعات صلاة الظهر

عدد ركعات فرض الظهر

تؤدى فرض صلاة الظهر أربع ركعات بالنسبة للمقيم، وركعتين بالنسبة للمسافر، استدلالاً بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه من حديث الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنه أنه قال: (فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ علَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في الحَضَرِ أَرْبَعًا، وفي السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ)،[٣] وتكون القراءة فيها سرية، حيث يخافت صوته، في الركعات الأربع للمقيم، والركعتين الاثنتين للمسافر، وفيما يأتي بيان كيفية ذلك:[٤]

  • يستحب للمصلي، سواء كان مقيماً أو مسافراً، أن يقرأ في الركعتين الأوليين بعد سورة الفاتحة ما تيسر من القرآن الكريم من الآيات والسور، ويكتفي المقيم في الركعتين الأخريين بقراءة سورة الفاتحة، فهو سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا حرج إن قرأ شيئاً بعدها.
  • يجلس المقيم في صلاة الظهر للتشهد مرتين، تشهد أوسط ويكون في الركعة الثانية، وتشهد أخير ويكون في الركعة الرابعة قبل التسليم من الصلاة، وأما المسافر فيجلس مرة واحدة للتشهد الأخير في الركعة الثانية قبل السلام.


عدد ركعات سنة الظهر

لصلاة الظهر سنة قبلية تؤدى قبل فرض الظهر، وسنة بعدية تؤدى بعدها، وبيان ذلك كما يأتي:[٥]

  • سنة الظهر القبلية: تعددت أقوال الفقهاء في عدد ركعات سنة الظهر القبلية، وبيان أقوالهم كما يأتي:
  • جمهور الفقهاء: ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى أن عدد ركعات سنة القبلية أربع ركعات، ركعتين مؤكدتين، وركعتين غير مؤكدتين.
  • الحنفية: ذهب الحنفية إلى القول بأن سنة الظهر القبلية هي أربع ركعات مؤكدات.
  • سنة الظهر البعدية: اتفق الفقهاء على أن عدد ركعات سنة الظهر البعدية ركعتان مؤكدتان، وذهبوا إلى استحباب إضافة ركعتين غير مؤكدتين.


وتجدر الإشارة إلى أن أداء سنة صلاة الظهر على هذا النحو، إنما هو بالنسبة للمقيم فقط، أما المسافر فإن المستحب له ألا يؤدي سنة صلاة الظهر، ويقتصر على الفرض فقط، وذلك تأسياً بفعل النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يدع السنن الرواتب التابعة للصلوات المفروضة في سفره، باستثناء راتبة الفجر.[٦]


المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:612، صحيح.
  2. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 665. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:687، صحيح.
  4. كمال بن السيد سالم، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، صفحة 236. بتصرّف.
  5. سعيد حوى، الأساس في السنة وفقهها، صفحة 1176. بتصرّف.
  6. "هل يصلي المسافر السنن ؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 22/9/2021. بتصرّف.