صلاة الضحى

تعد صلاة الضحى من النوافل التي يندب للمسلم أن يحافظ عليها، حيث ذهب جمهور الفقهاء إلى استحباب أداء صلاة الضحى، ويبدأ وقتها من بعد طلوع الشمس وارتفاعها قيد رمح، أي بعد خمس عشر دقيقة من طلوعها، وينتهي قبيل الزوال، أي قبل دخول وقت صلاة الظهر، ومعنى الضحى في اللغة هو انبساط الشمس وامتداد النهار، حيث سميت بذلك نسبة إلى وقت أدائها،[١] وتسمى صلاة الضحى بصلاة الأوابين وصلاة الإشراق.[٢][٣]


فضل صلاة الضحى

روي الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تبين فضل صلاة الضحى وعظم مكانتها، وتبين فضل المحافظة عليها، حيث حافظ النبي صلى الله عليه وسلم عليها وداوم على أدائها، وكانت وصيته لأصحابه الكرام، فقد وصّى النبي صلى الله عليه وسلم أبا هريرة رضي الله عنه بالمحافظة عليها، حيث قال أبو هريرة: (أَوْصَانِي خَلِيلِي بثَلَاثٍ لا أدَعُهُنَّ حتَّى أمُوتَ: صَوْمِ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وصَلَاةِ الضُّحَى..)،[٤] ومن عظم شأنها أيضاً أن الله تعالى أقسم بها وسمى سورة باسمها، سورة الضحى، فقال تعالى: (وَالضُّحَى)،[٥] وقال أيضاً: (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا)،[٦] وفيما يأتي بيان ما جاء في فضلها:[٧][٨]

  • الحصول على الأجر والثواب العظيمين لمن يحافظ عليها، فهي بمثابة الصدقة التي يجب أن يؤديها المسلم عن كل مفصل من مفاصل جسده من باب شكر الله على نعمه، على اختلاف نوع الصدقة، من مال، أو ذكر، أو أمر بمعروف ونهي عن المنكر، وغير ذلك، فصلاة الضحى تجزئ وتعادل الكثير من الصدقات و الخيرات، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى)،[٩] وكلمة سلامي تعني المفاصل التي في جسد الإنسان.[١٠]
  • الحصول على أجر حجة وعمرة كاملتين لمن جلس بعد أداء صلاة الفجر يذكر الله تعالى ويسبحه إلى حين طلوع الشمس وارتفاعها ثم يصلي ركعتي الضحى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن صلى الفجرَ في جماعةٍ، ثم قَعَد يَذْكُرُ اللهَ حتى تَطْلُعَ الشمسُ، ثم صلى ركعتينِ، كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ تامَّةٍ، تامَّةٍ، تامَّةٍ).[١١]
  • حفظ الله تعالى للعبد وضمانه، فقد تكفل الله تعالى أن يكفيه اليوم الذي يصلي فيه الضحى، فيحفظه من الشيطان ووساوسه، ويحميه من كل أذى ومكروه، ويوفر له الرزق الحلال الطيب، قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى: (ابْنَ آدمَ اركعْ لي أولَ النهارِ أربعَ ركَعاتٍ أكْفِكَ آخرَه)،[١٢] والمقصود صلاة الضحى.
  • وصف العبد الذي يحافظ على صلاة الضحى بالأوّاب؛ أي كثير التوبة والرجوع إلى الله تعالى، فقد جاء في حديث الصحابي أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يُحَافِظُ على صلاةِ الضُّحَى إلا أَوَّابٌ وهي صلاةُ الأَوَّابِينَ).[١٣]


المراجع

  1. "تعريف و معنى الضحى في معجم المعاني الجامع"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 7/7/2021. بتصرّف.
  2. "المَطلَبُ الرَّابع: صلاةُ الضُّحى"، الدرر السنية الموسوعة الفقهية، اطّلع عليه بتاريخ 7/7/2021. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 221-222. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1178، صحيح.
  5. سورة الضحى، آية:1
  6. سورة الشمس، آية:1
  7. "فضل صلاة الضحى"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 7/7/2021. بتصرّف.
  8. محمود عبد اللطيف عويضة، الجامع لأحكام الصلاة، صفحة 87-88. بتصرّف.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:720، صحيح.
  10. عبد المحسن العباد، شرح الأربعين النووية، صفحة 12. بتصرّف.
  11. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:6346، صحيح.
  12. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبو ذر الغفاري وأبو الدرداء، الصفحة أو الرقم:475، صحيح.
  13. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:7628، حسن.