تعريف صلاة الوتر وحكمها

صلاة الوتر هي الصلاة التي يؤديها المسلم ما بين صلاة العشاء وطلوع الفجر الصادق وهو عند الأذان الثاني لصلاة الفجر، وسميت صلاة الوتر بهذا الاسم؛ لأنها تصلّى بعدد فردي، فيجوز أن تؤدى ركعة واحدة أو ثلاث ركعات أو خمس ركعات، وأكثر، وقد تعددت آراء أصحاب المذاهب الفقهية الأربعة في حكم صلاة الوتر، وبيان آرائهم كما يأتي:[١][٢]

  • ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة، والإمامان أبو يوسف القاضي ومحمد بن حسن الشيباني من الحنفية، إلى أن صلاة الوتر سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، واستدلوا على ذلك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما سأله الأعرابي عما فرضه الله من الصلاة فأجابه النبي عليه الصلاة والسلام: (خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ، فَقَالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ)،[٣] فدل ذلك على أنها من السنن وليس من المفروضات.
  • ذهب الإمام أبو حنيفة إلى أن صلاة الوتر واجبة، استدلالاً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ زادكم صلاةً فصلُّوها فيما بينَ صلاةِ العشاءِ إلى صلاةِ الصبحِ الوِتْرُ الوِتْرُ)،[٤] حيث جاء الأمر من النبي صلى الله عليه وسلم بصلاتها، والأمر يفيد الوجوب، فدل ذلك على أنها واجبة


فضل صلاة الوتر

صلاة الوتر من أفضل الطاعات إلى الله تعالى وأجلها، فهي من العبادات العظيمة التي يتقرّب بها العبد إلى ربه جلا وعلا، ومما يدل على فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم:(إنَّ اللهَ تعالى قدْ أمدكمْ بصلاةٍ هي خيرٌ لكمْ من حمرِ النعمِ، الوترُ جعلَها اللهُ لكمْ فيما بين صلاةِ العشاءِ إلى أنْ يطلعَ الفجرُ)،[٥] وفيما يأتي بيان بعض فضائلها:[٦][٧]

  • الأخذ بوصية النبي صلى الله عليه وسلم والعمل بها، حيث كان عليه الصلاة والسلام يرغب ويحث على صلاة الوتر، ويوصي أصحابه بالمحافظة على أدائها، ومن ذلك وصيته صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة رضي الله عنه بأن لا ينام قبل أن يصلي الوتر، حيث قال أبو هريرة: (أَوْصَانِي خَلِيلِي بثَلَاثٍ لا أدَعُهُنَّ حتَّى أمُوتَ: صَوْمِ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وصَلَاةِ الضُّحَى، ونَوْمٍ علَى وِتْرٍ).[٨]
  • الاقتداء والامتثال بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم واتباع سنته، فقد كان عليه الصلاة والسلام حريصاً أشد الحرص على أدائها والالتزام بالمحافظة عليها، فلم يكن يدعها لا في الحضر ولا في السفر، فقد كان يؤديها في جميع الأحوال والظروف، حيث قال: (إنَّ اللهَ زادكم صلاةً فحافِظوا عليها ، وهي الوِترُ).[٩]
  • نيل محبة الله تعالى، حيث إن الله تعالى يحب ما يوافق صفاته ويتحلّى بها، كصفة الصبر مثلاً، فهو صبور يحب الصابرين، ومن صفاته كذلك أنه وتر، فهو يحب الوتر، ويحب من يحافظ على صلاة الوتر، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا أَهلَ القرآنِ أوتِروا فإنَّ اللَّهَ وترٌ يحبُّ الوِترَ).[١٠]
  • الحصول على الفضل الكبير والثواب الجزيل، من الحسنات والأجور المضاعفة، حيث جاء التحذير من التهاون والتقصير في أدائها، ومن ذلك ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن لم يُوتِرْ فليس مِنَّا).[١١]


المراجع

  1. عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 350. بتصرّف.
  2. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1010. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيد الله، الصفحة أو الرقم:2678، صحيح.
  4. رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن أبو بصرة الغفاري، الصفحة أو الرقم:158، إسناده صحيح.
  5. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن خارجة بن حذافة العدوي، الصفحة أو الرقم:1751، صحيح.
  6. الوليد بن عبد الرحمن الفريان، القنوت في الوتر، صفحة 7-9. بتصرّف.
  7. سعيد بن وهف القحطاني، قيام الليل، صفحة 72-74. بتصرّف.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1178، صحيح.
  9. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:1772، صحيح.
  10. رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:1416، صحيح.
  11. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:9717، صحيح.