عدد مرات التسبيح في السجود

يسبح المصلي في سجوده مرة واحدة وهو الحد الأدنى، وذلك بأن يقول: "سبحان ربي الأعلى" مرة واحدة فقط، حيث يجزئ ذلك ويصح، استدلالاً بحديث الصحابي الجليل عقبة بن عامر رضي الله عنه، حيث قال: ((لمَّا نزَلت: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (اجعَلوها في ركوعكم ) فلمَّا نزَل: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} قال: ( اجعَلوها في سُجودِكم ))،[١] حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر عدداً معيناً لقولها، وقد ذهب أهل العلم إلى استحباب تكرارها ثلاث مرات، فهو سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أدنى الكمال، مستدلين على ذلك بحديث الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (يقولُ إذا رَكَعَ سبحانَ ربِّيَ العظيم ثلاثَ مرَّاتٍ وإذا سجدَ قالَ سبحانَ ربِّيَ الأعلى ثلاثَ مرَّاتٍ[٢] ويستحب له أن يزيد على ذلك، ولا حدّ للزيادة، فيجوز أن يسبح خمس مرات أو سبع أو تسع، وأكثر من ذلك، حيث إنه كلما زاد في التسبيح يكون أفضل وأدعى للخشوع، ويؤدي إلى زيادة الذكر والطمأنينة، وترتب الأجر والفضل، إلا إذا كان إماماً، حيث يستحب له ألا يطيل في سجوده ويزيد في عدد التسبيحات، حتى لا يشقّ ذلك على المصلين.[٣][٤]


حكم التسبيح في السجود

تعددت آراء الفقهاء في حكم التسبيح وقول الأذكار والأدعية المأثورة في السجود على قولين اثنين، وهما كما يأتي: [٥][٦]

  • اتفق جمهور الفقهاء من الحنفية، والمالكية، والشافعية، وهي رواية عن الإمام أحمد، على أن التسبيح وجميع الأذكار والأدعية التي جاءت النصوص الشرعية بمشروعية قولها في السجود سنة من سنن الصلاة، فمن تركها عمداً أو سهواً فصلاته صحيحة ولا شيء عليه، استدلالاً بالحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه، حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم قد علّم الأعرابي فروض الصلاة، ولم يذكر في تعليمه أن يسبّح في ركوعه وسجوده، حيث لو كان واجباً أو فرضاً لذكره، فقال: (ثُمَّ ارْكَعْ حتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حتَّى تَعْدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا).[٧]
  • ذهب الحنابلة إلى أن التسبيح في السجود واجب من واجبات الصلاة، يجب على المسلم الإتيان به في صلاته، فإن تركه عمداً فقد بطلت الصلاة، وإن تركه سهواً لا تبطل صلاته ويلزمه أن يسجد سجود السهو في نهاية الصلاة، مستدلين على ذلك بحديث الصحابي عقبة بن عامر رضي الله عنه الذي سبق ذكره، وهو: (فلمَّا نزَل: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} قال: ( اجعَلوها في سُجودِكم ))،[١] حيث جاءت صيغة أمر في قول النبي صلى الله عليه وسلم، والأمر يفيد الوجوب، فدل ذلك على وجوبه.


الأذكار التي تقال في السجود

ورد العديد من الأذكار والأدعية المأثورة التي يستحب قولها في السجود، وفيما يأتي بيان بعض منها:[٨]

  • سبحان ربي الأعلى.
  • سبحان ربي الأعلى وبحمده.
  • سبوح قدوس رب الملائكة والروح.
  • سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي.
  • اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، وأنت ربي.
  • سجد وجهي للذي خلقه وصوّره، فأحسن صوره، وشق سمعه وبصره، فتبارك الله أحسن الخالقين


المراجع

  1. ^ أ ب رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم:1898، أخرجه في صحيحه.
  2. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم:733، صحيح.
  3. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 895. بتصرّف.
  4. "حكم الزيادة في عدد تسبيحات الركوع والسجود"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 29/8/2021. بتصرّف.
  5. "المطلب الثاني: ما يقالُ في الركوع"، الدرر السنية الموسوعة الفقهية، اطّلع عليه بتاريخ 29/8/2021. بتصرّف.
  6. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 210. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:757، صحيح.
  8. ناصر الدين الألباني، أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، صفحة 761-762. بتصرّف.