تعريف الجمع والقصر في الصلاة

  • جمع الصلاة: هو ضم صلاتين مفروضتين مع بعضهما البعض، وأداؤهما في وقت إحداهما لعذر شرعي، وهو مشروع بين صلاتي الظهر والعصر أو بين صلاتي المغرب والعشاء، وأما صلاة الفجر فلا يجوز جمعها مع صلاة أخرى، فلا يجوز الجمع بين الفجر والظهر مثلاً، وكذلك لا يجوز الجمع بين العصر والمغرب.[١][٢]
  • قصر الصلاة: هو أداء الصلوات الرباعية ركعتين بدل أربع ركعات، والقصر يكون فقط في صلاة الظهر، وصلاة العصر، وصلاة العشاء، أما صلاتي الفجر والمغرب فلا يصحّ قصرهما، والقصر مشروع في حق المسافر فقط.[٣]


كيفية جمع وقصر صلاتي المغرب والعشاء

كيفية الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء

يكون الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء، من خلال طريقتين اثنتين، فيما يأتي بيانهما، وبيان كيفية أداء كل منهما:[٤]

  • جمع تقديم: وهو أن يؤدي المصلي صلاتي المغرب والعشاء في وقت صلاة المغرب، فيقدّم أداء صلاة العشاء في وقت صلاة المغرب، وفيما يلي بيان كيفية ذلك:
  • البدء بالصلاة الأولى: فلا بدّ للمصلي أن يراعي الترتيب بين الصلوات عند الجمع، فيبدأ أولاً بالصلاة الأولى التي دخل وقتها، وهنا هي صلاة المغرب؛ لأن الوقت لها، فيصلي المغرب ثم العشاء.
  • نية الجمع: فينبغي على المصلي أن يستحضر نية الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء، ومحلها عند البدء بالصلاة الأولى، أي عند أول بدئه بصلاة المغرب، ويجوز في أثنائها.
  • الموالاة بين الصلاتين: فيجب على المصلي ألا يفصل بين صلاتي المغرب والعشاب بفاصل زمني طويل، وإلا بطل الجمع، فيقوم بأدائهما متتاليتين، ولا يضرّ إن فصل بينهما بزمن يسير.
  • دوام العذر: أي أن يستمرّ العذر الذي من أجله أُبيح للمصلي الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء، ومن أعذار الجمع؛ السفر، والمرض، والمطر، وغير ذلك، فيجب أن يستمر هذا العذر من حين الابتداء بالصلاة الأولى، وهي المغرب، وانتهائها، حتى يفتتح بالصلاة الثانية ويشرع فيها، وهي العشاء.
  • جمع تأخير: وهو أن يؤدي المصلي صلاتي المغرب والعشاء في وقت العشاء، فيؤخر أداء صلاة المغرب إلى وقت صلاة العشاء، وفيما يلي بيان كيفية ذلك:
  • نية الجمع: فينبغي للمصلي أن يستحضر نية الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء، في وقت الصلاة الأولى قبل انتهائه، وهو وقت صلاة المغرب، فإذا لم ينوِ في وقت المغرب، وأخرّها ليؤديها في وقت العشاء، أثم بذلك، واعتبرت صلاة المغرب قضاءً.
  • الترتيب بين الصلاتين: فيجب على المصلي أن يراعي ترتيب الصلاتين، فيبدأ بأداء صلاة المغرب أولاً، ثم العشاء، كما في جمع التقديم.
  • دوام العذر: حيث يجب أن يستمر العذر الذي أُبيح لأجله الجمع إلى حين الانتهاء من أداء الصلاتين كاملتين، حيث إنه إن زال العذر قبل الفراغ منهما، أصبحت صلاة المغرب قضاءً، وهذا عند الشافعية، أما الحنابلة فقالوا ينبغي أن يستمر العذر إلى حين دخول وقت الصلاة الثانية، أي وقت العشاء، فلا يضر إن زال العذر قبل فعل الصلاتين، أو بعد دخول وقت صلاة العشاء.

وقد دلّ على مشروعية الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء بنوعَيه، قول الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه عن فعله صلى الله عليه وسلم: (وكان إذا ارتحلَ قبلَ المغربِ، أخَّرَ المغربَ حتى يصليها مع العشاءِ، وإذا ارتحلَ بعد المغربِ عجَّل العشاءَ فصلاَِّها مع المغربِ).[٥]


كيفية قصر صلاتي المغرب والعشاء

لقد تمّ فيما سبق بيان أن صلاة المغرب لا يشرع فيها القصر حال السفر، حيث تبقى ثلاث ركعات، كما في الحضر، أما صلاة العشاء فهي من الصلوات التي يجوز قصرها في السفر، حيث يصحّ أن يصليها المسافر ركعتين بدل أربع، استدلالاً بما أخرجه البخاري في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها: (فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ حِينَ فَرَضَهَا، رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، في الحَضَرِ والسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وزِيدَ في صَلَاةِ الحَضَرِ)،[٦][٧] ويؤدي الركعتين على أكمل صفة، مستكملاً شروطها وأركانها وواجباتها، مع استحباب جهر القراءة فيها، فهي من الصلوات الجهرية.



المراجع

  1. "معنى جَمْعِ الصَّلاةِ"، الدرر السنية الموسوعة الفقهية، اطّلع عليه بتاريخ 3/11/2021. بتصرّف.
  2. أبو إياس محمود بن عبد اللطيف بن محمود عويضة، الجامع لأحكام الصلاة، صفحة 490. بتصرّف.
  3. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1338. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 287-288. بتصرّف.
  5. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم:553، صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:350، صحيح.
  7. أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري، الإشراف على مذاهب العلماء، صفحة 193. بتصرّف.