ما التثويب في أذان صلاة الفجر؟

  • التثويب لغة: مصدر من الفعل ثاب يثوب أي عاد ورجع،[١] أمّا التثويب اصطلاحاً: فهو أن يعود المؤذن إلى الإعلام بالصلاة بعد إعلامه الأول بقوله "الصلاة خير من النوم" مرتين، وذلك في أذان الفجر، وقد اتفق الفقهاء على أنّ التثويب في أذان صلاة الفجر سنة، وممّا استدلوا به على ذلك قول أبو محذورة -رضي الله عنه-: (ألقى عليَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الأذانَ حرفًا حرفًا اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ أشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ أشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ اللهِ أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ الله أشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ أشهد أن لا إلهَ إلا اللهُ أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ اللهِ أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ اللهِ حيَّ على الصلاةِ حيَّ على الصلاةِ حيَّ على الفلاحِ حيَّ على الفلاحِ قال وكان يقول في الفجرِ الصلاةُ خيرٌ منَ النومِ).[٢][٣][٤]
  • وتجدر الإشارة إلى أنّه قد جاء تخصيص أذان صلاة الفجر بالتثويب دون غيره؛ لكون وقت صلاة الفجر وقت ينام فيه عامة الناس فقد يعرض على العبد التكاسل والتثاقل لتأديتها بسبب النوم.[٤]


موضع التثويب في أذان صلاة الفجر

اتفق جمهور العلماء على أنّ التثويب يكون بعد قول المؤذن "حي على الفلاح"، وممّا استدلوا به على ذلك ما ثبت عن أبي محذورة -رضي الله عنه- قال: (فإن كانَ في صلاةِ الصُّبحِ قلتَ : الصَّلاةُ خيرٌ منَ النَّومِ ، الصَّلاةُ خيرٌ منَ النَّومِ ، اللَّهُ أَكبرُ ، اللَّهُ أَكبرُ ، لا إلَه إلَّا اللَّهُ)،[٥][٦][٧] وقد ذهب الحنابلة إلى أنّ التثويب يكون في الأذان الثاني لا الأول من صلاة الفجر؛ وذلك لأنّ الأحاديث النبوية التي ثبت بها التثويب قيدته بأذان الفجر، والأذان الثاني هو الأصل المعتبر المتفق عليه، ولما ثبت عن نعيم بن عبد الله النحام -رضي الله عنه- قال: (أذنَ مؤذنُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ للصبحِ في ليلةٍ باردةٍ ، فتمنيْتُ لو قال : ومن قعدَ فلا حرجَ . فلمَّا قال الصلاةُ خيرٌ منَ النومِ قالَها)،[٨] فدلّ قوله -رضي الله عنه-: (أذنَ مؤذنُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ للصبحِ) على أنّ الأذان كان للصلاة ودخول وقتها ولا يكون ذلك إلّا في الأذان الثاني.[٩]


هل يشرع التثويب في غير أذان الفجر؟

اتفق جمهور العلماء على عدم مشروعية التثويب في غير أذان الفجر، وذلك لثلاثة أمور:[١٠]

  • أوّلها: أنّ الأحاديث التي ثبتت بها مشروعية التثويب خصّت أذان الفجر بذلك دون غيره.
  • ثانيها: قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ، فَهو رَدٌّ)،[١١] والتثويب في غير أذان الفجر أمر محدث.
  • ثالثها: ما ذكره التابعي مجاهد بن جبر حيث قال: (دخل ابنُ عمرَ مسجدًا يُصلِّى فيه فَسَمِعَ رجلًا يُثَوِّبُ في آذانِ الظهرِ فخرج وقال أَخْرَجَتْنِي البِدْعَةُ).[١٢]

المراجع

  1. "تعريف و معنى التثويب في معجم المعاني الجامع"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 22-12-2021. بتصرّف.
  2. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبي محذورة سمرة بن معير ، الصفحة أو الرقم:504، صحيح.
  3. عبد الله الطيار، عبد الله المطلق، محمد الموسى، الفقه الميسر، صفحة 173. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "التثويبُ في الأذانِ"، الموسوعة الفقهية، اطّلع عليه بتاريخ 22-12-2021. بتصرّف.
  5. رواه النووي، في الخلاصة، عن أبي محذورة، الصفحة أو الرقم:285، حسن.
  6. "التثويب.. تعريفه.. وحكمه"، اسلام ويب، 24-6-2004، اطّلع عليه بتاريخ 22-12-2021. بتصرّف.
  7. عبد الله الطيار، عبد الله المطلق، محمد الموسى، الفقه الميسر، صفحة 174-175. بتصرّف.
  8. رواه ابن حجر العسقلاني، في فتح الباري لابن حجر، عن نعيم بن عبد الله النحام، الصفحة أو الرقم:117، صحيح.
  9. عبد الله الطيار، عبد الله المطلق، محمد الموسى، الفقه الميسر، صفحة 174-176. بتصرّف.
  10. عبد الله الطيار، عبد الله المطلق، محمد الموسى، الفقه الميسر، صفحة 173-174. بتصرّف.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2697 ، صحيح.
  12. رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن مجاهد بن جبر المكي ، الصفحة أو الرقم:236، حسن.