الدعاء من أفضل العبادات والطاعات التي يتقرب بها العبد من ربه، والله عز وجل أمرعباده بالتوجه إليه، فقال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}،[١] وهناك أوقات مخصوصة يكون فيها الدعاء مستجاباً، ومنها الدعاء عند نزول المطر، وفي الثلث الأخير من كل ليلة، وفي آخر ساعة بعد عصر يوم الجمعة، وبعد الصلوات المفروضة، وعند ختم القرآن، وبعد الأذان.[٢]


ما الدعاء الذي يقال بعد الأذان؟

من هَدْي النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان الدعاء، فعند انتهاء الأذان تسن الصلاة على النبي -عليه الصلاة والسلام- للمؤذن والسامع، ثم يقال بعدها: (اللَّهُمَّ رَبَّ هذِه الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، والصَّلَاةِ القَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَةَ والفَضِيلَةَ، وابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الذي وعَدْتَهُ)،[٣] وهذا هو الدعاء الذي يقال بعد الأذان.[٤]


شرح ألفاظ دعاء بعد الأذان

شرح ألفاظ دعاء بعد الأذان:[٥][٦]

  • الدعوة: أي الأذان فهو نداء للصلاة.
  • التامة: أي الدعوة الكاملة المشتملة على جميع شرائع الإسلام، والتي لا نقص فيها.
  • الصلاة القائمة: أي الصلاة التي ستقام قريباً، أو المستمرة والباقية إلى يوم القيامة.
  • آت محمداً الوسيلة: الوسيلة هي منزلة في أعلى الجنة لا تكون إلا لعبد واحد من عباد الله، وهو النبي صلى الله عليه وسلم، والمقصود هو سؤال وطلب الوسيلة من الله -تعالى- للنبي عليه الصلاة والسلام.
  • الفضيلة: هي مكانة عالية ومميزة، والمقصود هو أفضليته على جميع الناس.
  • مقاماً محموداً: هو شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام يوم القيامة للناس، وسمي بالمحمود لأن هذا المقام يحمده عليه جميع الناس، والشفاعة من الخصائص التي يختص بها عليه الصلاة والسلام.


الذكر أثناء الأذان

يسن الترديد مع المؤذن خلال الأذان، فلقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالترديد مع المؤذن، أي أن يقول السامع مثل ما يقول المؤذن أثناء الأذان؛ فإذا قال المؤذن "الله أكبر الله أكبر" فيقول السامع "الله أكبر الله أكبر" وهكذا في باقي ألفاظ الأذان، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذَا سَمِعْتُمُ النِّدَاءَ، فَقُولوا مِثْلَ ما يقولُ المُؤَذِّنُ)،[٧] إلاّ في قول "حي على الصلاة" و"حي على الفلاح" فإنه يقول بعدهما: "لا حول ولا قوة إلا بالله"، وأما التثويب في أذان الفجر وهو قول المؤذن آخر الأذان: "الصلاة خير من النوم" فإنه يرددها مع المؤذن.[٤][٨]


فضل الدعاء بعد الأذان

  • من الأوقات التي يكون فيها الدعاء أقرب للإجابة هو الدعاء بعد الأذان وحتى إقامة الصلاة، فيستحب للمسلم في الوقت ما بين الأذان والإقامة بأن يدعو الله بما شاء، ويسأله العفو والعافية في الدنيا والآخرة، لقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: (الدعاءُ لا يُردُّ بين الأذانِ والإقامةِ)،[٩] ومعنى لا يرد: أي أنه مستجاب.[١٠]
  • من حافظ على الدعاء بعد الأذان فقد استحق شفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة،، لقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: (مَن قالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هذِه الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، والصَّلَاةِ القَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَةَ والفَضِيلَةَ، وابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الذي وعَدْتَهُ، حَلَّتْ له شَفَاعَتي يَومَ القِيَامَةِ).[٣][٤]


المراجع

  1. سورة البقرة، آية:186
  2. "فضل الدعاء في أوقات الإجابة عما سواها"، إسلام ويب، 4/1/2016، اطّلع عليه بتاريخ 12/12/2021. بتصرّف.
  3. ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبدالله ، الصفحة أو الرقم:614، حديث صحيح.
  4. ^ أ ب ت الشيخ الطبيب أحمد حطيبة ، شرح رياض الصالحين، صفحة 11. بتصرّف.
  5. عبد المحسن بن حمد بن عبد المحسن بن عبد الله بن حمد العباد البدر، شرح سنن أبي داود، صفحة 18. بتصرّف.
  6. أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي السعدي الأنصاري، شهاب الدين شيخ الإسلام، أبو العباس، المنهاج القويم، صفحة 84. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو سعيد الخدري ، الصفحة أو الرقم:611.
  8. مجموعة من المؤلفين، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 47. بتصرّف.
  9. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أنس بن مالك ، الصفحة أو الرقم:212 ، حديث صحيح.
  10. الشيخ الطبيب أحمد حطيبة، شرح رياض الصالحين، صفحة 12. بتصرّف.