الصلوات التي تقضيها الحائض

أجمع أهل العلم على أنّ المرأة في فترة الحيض يسقط عنها فرض الصلاة، وليس عليها قضاء الصلوات التي فاتتها في فترة الحيض، ولا تصح منها الصلاة في هذه الفترة، سواء كانت فرضاً أو نافلة؛ لأن الطهارة شرط لصحة الصلاة، ومما احتجوا به؛ ما رواه الإمام البخاري: "أنَّ امْرَأَةً قالَتْ لِعائِشَةَ: أتَجْزِي إحْدانا صَلاتَها إذا طَهُرَتْ؟ فقالَتْ: أحَرُورِيَّةٌ أنْتِ؟ كُنَّا نَحِيضُ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فلا يَأْمُرُنا به أوْ قالَتْ: فلا نَفْعَلُهُ"،[١] ومعنى "أتجزي" في الحديث: أي أتقضي، ومعنى "فلا يأمرنا به": أي لا يأمرنا بالقضاء، والمقصود من الحديث هو: أن المرأة في فترة الحيض لا تصلي ولا تقضي ما فاتها من الصلوات.[٢][٣]


من أحكام الحائض

كيفية قضاء الصلاة للحائض بعد الطهر

تتعدد كيفية قضاء الصلوات للحائض بعد الطهر، وتفصيلها كما يأتي:[٤]

  • إذا حاضت المرأة بعد دخول وقت الصلاة، فلا بد لها من قضاء تلك الصلاة بعد الطهر، مثلاً لو حاضت بعد دخول وقت الظهر قبل أن تصليها، فتبقى الصلاة في ذمتها وتقضيها بعد الطهارة من الحيض.
  • إذا طهرت المرأة قبل دخول وقت صلاة الظهر وبعد شروق الشمس فإنه لا يلزمها شيء وليس عليها أن تصلي الفجر.
  • يلزم المرأة بعد الطهر أداء الصلاة التي طهرت في وقتها، لأنها صارت أهلاً للوجوب بعد الطهر، وتفصيله كما يأتي:
  • إذا طهرت بعد صلاة الفجر وقبل شروق الشمس، فيلزمها أن تصلي الفجر فقط.
  • إذا طهرت بعد صلاة الظهر، فيلزمها أن تصلي الظهر فقط.
  • إذا طهرت بعد صلاة المغرب، فيلزمها أن تصلي المغرب فقط.
  • يلزم المرأة بعد الطهر أداء صلاتين معاً في حالِ أنها طَهُرت في وقت صلاة تُجْمع مع الصلاة التي قبلها، وتفصيله كالآتي:[٥]
  • إذا طهرت بعد دخول صلاة العصر فيلزمها أن تصلي الظهر والعصر، لأن الظهر والعصر من الصلوات التي تجمع معاً.
  • إذا طهرت بعد دخول صلاة العشاء وقبل الفجر، فتلزمها صلاتي المغرب والعشاء، لأن المغرب والعشاء من الصلوات التي تجمع معاً.


علامات الطهر من الحيض

يجب الغسل على المرأة عندما تطهر من الحيض والنفاس، وتَعرِف المرأة أنها طَهُرت بإحدى العلامات التالية:[٦]

  • القُصّة البيضاء: وهي سائل أبيض مثل الماء يخرج في آخر الحيض.
  • الجفاف: وهو انقطاع الدم، فلو وضعت قطنة بيضاء في مكان خروج الدم، فإنها تبقى بيضاء جافة من دون أثر عليها من صفرة أو كدرة.

ولا ترى جميع النساء القصة البيضاء، فعندها يكون انقطاع الدم وجفافه علامة على طهرها.

الحكمة من أن الحائض لا تقضي الصلاة

من مقاصد الشريعة الإسلامية وخصائصها المحافظة على مصالح المكلفين والتخفيف عليهم، وفي الشرع فإن الحائض تَحرُم عليها بعض العبادات ومنها الصلاة، وقضاء الصلوات التي فاتتها في أيام حيضها أمر شاق وصعب عليها؛ لأن الصلاة تتكرر في كل يوم خمس مرات.[٧][٨]


المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:335 .
  2. عبد الغني بن طالب بن حمادة بن إبراهيم الغنيمي الدمشقي الميداني الحنفي، اللباب في شرح الكتاب، صفحة 43. بتصرّف.
  3. أبو عمر دُبْيَانِ بن محمد الدُّبْيَانِ، موسوعة أحكام الطهارة، صفحة 133-137. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، أرشيف ملتقى أهل الحديث، صفحة 21. بتصرّف.
  5. محمد صالح المنجد، الإسلام، سؤال وجواب، صفحة 411. بتصرّف.
  6. محمد حسن عبد الغفار ، تيسير أحكام الحيض، صفحة 4. بتصرّف.
  7. "الحكمة من منع الحائض من الصلاة والصيام"، إسلام ويب، 2/8/2003، اطّلع عليه بتاريخ 22/12/2021. بتصرّف.
  8. عبدالله بن حمود الفريح (6/11/2017)، "لماذا المرأة تقضي الصيام ولا تقضي الصلاة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 22/12/2021. بتصرّف.