تعريف الصلوات الرواتب

الصلوات الرواتب أو ما يُعرف بالسنن الرواتب؛ هي الصلوات التي تؤدّى قبل الصلوات المفروضة أو بعدها، ويرجع تسميتها بالراتبة؛ لمشروعيّة المداومة والمواظبة عليها؛ إذ إنّ الراتب في اللغة مأخوذٌ من الدوام والاستمرار، فهي مستقرَّةٌ ودائمةٌ كدوام الفرائض، وقيل إنّها تسمّى بالرواتب لأنّها تابعةٌ ومتعلِّقةٌ بغيرها؛ أي بالفرائض.[١]


الصلوات الرواتب

عددها

انقسم الفقهاء في اعتبار عدد ركعات الصلوات الرواتب إلى قولين، وفيما يأتي بيانها:

  • عدد ركعات الرواتب اثنتا عشرة: من العلماء من اعتبر أنّ عدد ركعات السنن الرواتب اثنتا عشرة ركعةً، مقسَّمةً على النحو الآتي:[٢]
  • ركعتان قبل فريضة الفجر.
  • أربع ركعاتٍ قبل فريضة الظهر وركعتان بعدها.
  • ركعتان بعد فريضة المغرب.
  • ركعتان بعد فريضة العشاء.
  • عدد ركعات الرواتب عشرٌ: من العلماء من قال بأنّ عدد ركعات الرواتب عشرةٌ؛ حيث اعتبروا أنّ السنّة الراتبة قبل الظهر هي ركعتان فقط لا أربعٌ، مستندين على ما رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-: (حفِظتُ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عشرَ ركَعاتٍ، كان يُصلِّيها باللَّيلِ والنَّهارِ: ركعتَيْن قبل الظُّهرِ، وركعتَيْن بعدها، وركعتَيْن بعد المغربِ وركعتَيْن بعد العشاءِ الآخرةِ، قال وحدَّثتني حفصةُ: أنَّه كان يُصلِّي قبل الفجرِ ركعتَيْن).[٣][٢]


الحكمة من تشريعها

إنّ في تشريع الله -سبحانه وتعالى- للصلوات الرواتب وجعلها مقترنةً بالفرائض بحيث تؤدَّى قبلها أو بعدها حكمةً عظيمةً، فأمّا السنن الرواتب التي تؤدّى قبل الفرائض؛ فلها أثرٌ بالغٌ في تهيئة المسلم للدخول إلى صلاة الفريضة بحضور قلبٍ وخشوعٍ أكبر، خاصَّةً لطول المدّة والوقت بين بعض الفرائض كالفجر والظهر، وأمّا الصلوات الرواتب التي تؤدّى بعد الفرائض؛ فإنّ في أداء المسلم لها بعد الفريضة إشباعٌ لحاجته في مزيد تقرُّبٍ ومناجاةٍ لله -تعالى- بعد الفريضة،[٤] كما أنّ في أداء الصلوات الرواتب جبرًا وتعويضًا للنقص الذي قد يبدر من المصلّي في أدائه للفرائض، كما جاء في الحديث: (انظُروا في صَلاةِ عَبدي، أتَمَّها أم نَقَصَها؟ فإنْ كانت تامَّةً كُتِبتْ له تامَّةً، وإنْ كان انتَقَصَ منها شَيئًا قال: انظُروا هل لِعَبدي مِن تَطوُّعٍ؟ فإنْ كان له تَطوُّعٌ قال: أتِمُّوا لِعَبدي فَريضَتَه مِن تَطوُّعِه).[٥][٦]


فضلها وثوابها

رتّب الله -سبحانه وتعالى- على أداء الصلوات الرواتب والمحافظة عليها فضلًا عظيمًا وثوابًا جزيلًا، ومن ذلك أنّ المحافظة عليها سببٌ لدخول الجنّة بإذن الله -تعالى-؛ وذلك لما روي عن أمّ المؤمنين أمّ حبيبة -رضي الله عنها- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (ما مِن عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَومٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا، غيرَ فَرِيضَةٍ، إلَّا بَنَى اللَّهُ له بَيْتًا في الجَنَّةِ، أَوْ إلَّا بُنِيَ له بَيْتٌ في الجَنَّةِ)،[٧] وأعظم الصلوات الرواتب وآكدها: سنّة الفجر، فلم يكن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يتركها حتّى في السفر، ودليل ذلك ما روته أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (لَمْ يَكُنِ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى شيءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أشَدَّ منه تَعَاهُدًا علَى رَكْعَتَيِ الفَجْرِ).[٨][٢]

المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 275-276. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 347-348. بتصرّف.
  3. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:433، صححه الألباني.
  4. محمد بن إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 589. بتصرّف.
  5. رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن أنس بن حكيم الضبي، الصفحة أو الرقم:864، صححه الألباني.
  6. صالح الفوزان، الملخص الفقهي، صفحة 176. بتصرّف.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم حبيبة، الصفحة أو الرقم:728، صحيح.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1169، حديث صحيح.