تمتاز الصلاة بمكانتها العالية في الإسلام، فهي العبادة الأولى التي فُرضت في مكة المكرمة، وثاني ركن من أركان الإسلام بعد الشهادتين، كما أنّها تجب على المسلم في كافة أحواله من مرض وصحة، وأمن وخوف، وسفر وحضر، وكانت أول ما فُرضت خمسين صلاة في اليوم والليلة لشدة محبة الله -تعالى- لها ولإكرام المسلمين بها، لكنّ الله -تعالى- جعلها خمس صلوات في اليوم والليلة، وتعدل خمسين في الأجر رحمة منه وفضلاً، والصلاة أول عمل يُحاسب عليه العبد يوم القيامة حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إن أولَ ما يُحَاسَبُ به العبدُ يومَ القيامةِ من عملِهِ : صلاتُهُ ؛ فإن صَلَحَتْ فقد أَفْلَحَ وأَنْجَحَ، وإن فَسَدَتْ فقد خاب وخَسِرَ)،[١] فيتّضح ممّا سبق مكانة الصلاة وأهميتها في الإسلام، لذا فحريٌّ بالمسلم الالتزام بها والمحافظة عليها.[٢]


ما هي فرائض الصلاة؟

فرائض الصلاة هي الأفعال والأقوال التي لا تتحقق الصلاة إلّا بالإتيان بها، بحيث أنّها لا تسقط بالعمد أو السهو أو الجهل،[٣] وعددها أربعة عشر فرضاً، وفيما يأتي توضيح لهذه الفرائض بشيء من التفصيل:[٤][٣]


القيام مع القدرة في الصلاة المفروضة

يعدّ القيام في الصلاة المفروضة من فرائض الصلاة فلا يجوز الجلوس فيها إلّا لعذر من مرض ونحوه، وممّا يدلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّـهِ قَانِتِينَ)،[٥] وقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لعمران بن حصين -رضي الله عنه- عندما سأله عن الصلاة وقد كان مريضاً: (صَلِّ قَائِمًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ).[٦]


تكبيرة الإحرام

يبدأ المصلي صلاته بتكبيرة الإحرام وممّا يدلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- للمسيء صلاته: (إذَا قُمْتَ إلى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ).[٧]


قراءة الفاتحة

يجدر بالمصلي عند قراءة الفاتحة الانتباه إلى كونها تحتوي على أحد عشر حرفاً مشدداً، فإن أخلّ وترك أحدها لم تصحّ صلاته، وممّا يدلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لَا صَلَاةَ لِمَن لَمْ يَقْرَأْ بفَاتِحَةِ الكِتَابِ).[٨]


الركوع

أقل الركوع أن يحني المصلي ظهره بحيث يتمكن من لمس ركبتيه بكفّيه، وأكمل الركوع أن يجعل المصلي ظهره مستوياً ورأسه بمحاذاته وممّا يدلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا).[٩]


الاعتدال من الركوع

فبعد أن يُنهي المصلي ركوعه يرفع ظهره ويعتدل قائماً، وممّا يدلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- للمسيء صلاته: (ثُمَّ ارْكَعْ حتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حتَّى تَعْدِلَ قَائِمًا).[٧]


السجود

ويكون السجود على أعضاء سبعة وهي: الأنف، واليدين، وأطراف القدمين، والركبتين، وأقل السجود بوضع جزء من كل عضو، وأكمله تمكين كل عضو من محل السجود، وممّا يدلّ على أنّ السجود من فرائض الصلاة قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا).[٩][٤]


الرفع من السجود

فبعد أن يُنهي المصلي سجوده يرفع ظهره، وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم للمسيء صلاته: (ثُمَّ اسْجُدْ حتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ).[٧]


الجلوس بين السجدتين

ويُسنّ للمصلي أن يجلس بين السجدتين مُفترشاً وذلك بأن ينصب رجله اليمنى ويوجهها نحو القبلة، ويفرش اليسرى، وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- للمسيء صلاته: (ثُمَّ اسْجُدْ حتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا).[٧]


الطمأنينة

ويُقصد بالطمأنينة أي السكون في أداء كل فرض من فرائض الصلاة وعدم الاستعجال بها، وممّا يدلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- للمسيء صلاته في كل ركن: (حتَّى تَطْمَئِنَّ).[٧]


التشهد الأخير

يعمد المصلي إلى قراءة التشهد الأخير، وذلك قبل أن يُسلّم وقد ثبت لفظه عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حيث قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: (كُنَّا نُصَلِّي خَلْفَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَنَقُولُ: السَّلَامُ علَى اللَّهِ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ اللَّهَ هو السَّلَامُ، ولَكِنْ قُولوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ والصَّلَوَاتُ والطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أيُّها النبيُّ ورَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وعلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ).[١٠]


الجلوس للتشهد الأخير

يقرأ المصلي التشهد الأخير جالساً؛ موافقةً لفعل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الذي أمرنا بالصلاة كصلاته حيث قال -صلّى الله عليه وسلّم-: (وصَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي).[١١]


الصلاة على رسول الله بعد التشهد الأخير

فبعد أن يقرأ المصلي التشهد الأخير يعمد للصلاة على رسول الله، وقد ثبتت صيغة الصلاة عليه عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حيث قال: (قُولوا اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ وبَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ في العَالَمِينَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).[١٢]


الترتيب بين فرائض الصلاة

وممّا يدلّ على أنّ الترتيب من فرائض الصلاة أمرين: أوّلهما مدوامة رسول الله على أداء الصلاة بهذا الترتيب، وثانيهما أنّ رسول الله عندما علّم المسيء صلاته كيفية الصلاة الصحيحة ذكر له فرائض الصلاة مرتبة بلفظ ثمّ.[٤]


التسليمتان

والتسليم من الصلاة يكون بقول المصلي: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" عن يمينه وعن شماله وقد دلّ على ذلك ما ثبت عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: (كُنْتُ أَرَى رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُسَلِّمُ عن يَمِينِهِ، وَعَنْ يَسَارِهِ، حتَّى أَرَى بَيَاضَ خَدِّهِ).[١٣]


المراجع

  1. رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1280 ، صحيح لغيره.
  2. محمد التويجري، موسوعة الفقه الاسلامي، صفحة 411-412. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "ما هي أركان الصلاة وواجباتها وسننها؟"، الاسلام سؤال وجواب، 20-12-2004، اطّلع عليه بتاريخ 10-10-2021. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت سعيد القحطاني، أركان الصلاة، صفحة 5-11. بتصرّف.
  5. سورة البقرة، آية:238
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمران بن الحصين، الصفحة أو الرقم:1117 ، صحيح.
  7. ^ أ ب ت ث ج رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:757 ، صحيح.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم:756 ، صحيح.
  9. ^ أ ب سورة الحج، آية:77
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:7381 ، صحيح.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن مالك بن الحويرث، الصفحة أو الرقم:6008، صحيح.
  12. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي مسعود عقبة بن عمرو، الصفحة أو الرقم:405، صحيح.
  13. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:582، صحيح.