ماذا يقرأ في صلاة الاستخارة؟

ماذا يقرأ المسلم في صلاة الاستخارة؟

الدّعاء الذي يقرأه المسلم للاستخارة هو ما صحّ في الحديث عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنّه قال: (كانَ رَسولُ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ في الأُمُورِ كُلِّهَا كما يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ؛ يقولُ: إذَا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غيرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لْيَقُل: اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ؛ فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي -أوْ قالَ: عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ- فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي -أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ- فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي قالَ: وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ).^[١]

متى يقرأ المسلم دعاء صلاة الاستخارة؟

يقرأ المسلم دعاء الاستخارة بعد التّسليم من ركعتي الاستخارة، وهذا مذهب جمهور الفقهاء، وذلك للإشارة الواضحة في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال في الحديث -المشار إليه سابقاً-: (.. فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غيرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لْيَقُل: اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ ..)؛ فدلّ على أنّ الدّعاء يكون عقب الفراغ من الرّكعتين.^[٢]

وذهب بعض أهل العلم إلى جواز الدّعاء أثناء أداء الركعتين، وذلك في موضعين، أحدهما: السّجود، أو بعد التّشهد قبل التّسليم،^[٣] ولعلّ هذا الرأي يستند إلى عموم الأحاديث التي شرعت الدّعاء في السّجود وقبل التسليم؛ ففيما يخصّ السّجود ثبت في الصحيح أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ)،^[٤] وقد علّم النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أصحابه دعاء التّشهد قبل التّسليم ثمّ قال: (ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ المَسْأَلَةِ ما شَاءَ).^[٥]

مسائل هامّة في صلاة الاستخارة

يرتبط بصلاة الاستخارة عدد من المسائل التي يجدر بالمسلم الإحاطة بها، وأهمّها ما يأتي:^[٢]

• صلاة الاستخارة سنّة باتّفاق المذاهب الفقهية الأربعة.
• يتجنّب المسلم أداء صلاة الاستخارة في أوقات النّهي؛ لعموم الأحاديث الواردة في ذلك، ومنها ما ثبت عن عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- (أنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- نَهَى عَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصُّبْحِ حتَّى تَشْرُقَ الشَّمْسُ، وبَعْدَ العَصْرِ حتَّى تَغْرُبَ).^[٦]
• ذهب أهل العلم إلى أهمية تكرار الاستخارة في حال لم يظهر في نفسه انشراح صدر لما استخار لأجله، ولم يترجّح له أمرٌ إن كان قد استخار وهو في حيرة بين أمرين.^[٧]
• تجوز الاستخارة بالدّعاء وحده من غير صلاة ركعتين، وذلك في حال تعذّر على المسلم أدائها، ولكنّ الأفضل والأكمل أداء صلاة الاستخارة ويعقبها الدّعاء.^[٨]

وينبغي التّنبيه إلى أنّه لا يُشترط لمعرفة نتيجة الاستخارة أنْ ينتظر المسخير رؤيا في منامه؛ فهذا لا دليل عليه، ويكتفي المسلم بإخلاص الدّعاء وصدق التّوجه إلى الله عند طلب الاستخارة -فهو صاحب حاجة-؛ ثمّ ينظر إلى ما مال إليه قلبه أو انشرحتْ له نفسه، فإنّ فيه الخير -بإذن الله تعالى-، وقد يرى في نفسه انصرافاً عن ذلك الأمر -أيضاً-، وذهب بعض أهل العلم إلى أنّه لا يُشترط حصول انشراح في الصدر، وإنّ المستخير يمضي في أمره، ويكون ما يحصل بناءً على هذا الاختيار هو الخير الذي اختاره الله -تعالى- له.