وقوف المأمومة في صلاة جماعة النساء

المأمومة هي المرأة غير الإمام في صلاة الجماعة، ويختلف مكان وقوف المأمومة في صلاة الجماعة مع غيرها من النساء بحسب عددهنّ، وتوضيح ذلك فيما يأتي:[١]

  • إذا كانت امرأتان فقط

إذا كانت صلاة جماعة النساء تشتمل على امرأتين فقط -أي إمامة ومأمومة- فإنّ المأمومة تقف على يمين المرأة الإمام، قياساً على وقوف الرجل مع الرجل الواحد في صلاة الجماعة، فعن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: (صَلَّيْتُ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقُمْتُ عن يَسَارِهِ، فأخَذَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ برَأْسِي مِن ورَائِي، فَجَعَلَنِي عن يَمِينِهِ).[٢]


  • وقوف المأمومة مع مجموعة النساء

إذا كانت صلاة الجماعة تشتمل على ثلاث نساءٍ فأكثر فإنّ المأمومات يقفن عن يمين المرأة الإمام وعن شمالها، بحيث تتوسط المرأة الإمام صفّ النساء، ويدلّ على ذلك أنّ عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أمّت مجموعةً من النساء فوقفت وسطهنّ، ولأنّ ذلك أستر للمرأة.


وقوف المأمومة في صلاة جماعة الرجال

يختلف مكان وقوف المرأة في صلاة جماعة الرجال عن مكان وقوفها في جماعة النساء، وبيان ذلك فيما يأتي:[١]

  • إذا كانت مأمومة واحدة

إذا صلّى الرجل إماماً بامرأةٍ واحدة فإنّ مكان وقوفها يكون خلفه، ونقل ابن عبد البر -رحمه الله- الإجماع على ذلك، ويدلّ عليه حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-، حيث قال: (... فَقَامَ عليه رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَصَفَفْتُ أَنَا، وَالْيَتِيمُ وَرَاءَهُ، وَالْعَجُوزُ مِن وَرَائِنَا، فَصَلَّى لَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفَ).[٣]


  • إذا كانت أكثر من مأمومة

إذا كان في صلاة الجماعة أكثر من مأمومةٍ فإنّهنّ يقفن كذلك خلف الرجال، سواءً كانتا امرأتين أو مجموعة من النساء، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (صَلَّيْتُ أَنَا ويَتِيمٌ، في بَيْتِنَا خَلْفَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأُمِّي أُمُّ سُلَيْمٍ خَلْفَنَا).[٤]


وإذا اشتملت صلاة الجماعة على مجموعةٍ من الرجال والنّساء فيجب تأخير صفوف النّساء حينها خلف الرجال؛ درْءاً للاختلاط والفتنة، ويكون خير صفوف النّساء حينها آخرها، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (... خَيْرُ صُفُوفِ النِّساءِ آخِرُها، وشَرُّها أوَّلُها).[٥][٦]


أمّا إذا كانت جماعة النساء في مُصلّى منعزلٍ عن الرجال أو بينهم حائلٌ من قماشٍ ونحوه فيكون خير صفوف النساء أوّلها ثمّ ما بعده بالترتيب، وهذا باتّفاق الفقهاء، لأنّ العلّة من تفضيل آخر صفوف النساء في الحديث السابق بسبب الاختلاط قد انتفت.[٧]


تسوية الصفوف في صلاة جماعة النساء

تسوية الصفوف في الصلاة أمرٌ مهم، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ، أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بيْنَ وُجُوهِكُمْ)،[٨] فعلى المأمومة أن تنتبه لذلك عند صلاتها في جماعة، فتُحاذي مع مَن بجانبها من النساء بين المناكب والأكعب، وتحرص على سدّ الخلل والفرج.[٩]

المراجع

  1. ^ أ ب سعيد بن وهف القحطاني، الإمامة في الصلاة، صفحة 55-57. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:726، صحيح.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:658، صحيح.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:727، صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:440، صحيح.
  6. عبد الكريم العميريني، أحكام الصف في الصلاة، صفحة 77. بتصرّف.
  7. عبد الكريم العميريني، أحكام الصف في الصلاة، صفحة 125. بتصرّف.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم:717، صحيح.
  9. محمد التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 502، جزء 2. بتصرّف.