تحيات الصلاة هو ذكر مخصوص في الصلاة، وتتمثل بقول كلمة التوحيد أي نطق الشهادتين، وهو ما يسمّى بالتشهّد، وسميت بذلك لذكر لفظة التحيات فيها، ويقصد بالتحيات هو: جميع التعظيمات لله تعالى ملكاً وخلقاً، والثناء عليه تعالى، والاعتراف بملكه بالتسبيح والتكبير والتحميد، ونحو ذلك، فكل وصف دلّ على العلو والرفعة لله سبحانه هو من باب تعظيمه سبحانه وتبجيله.[١][٢]
صيغ تحيات الصلاة
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم عدة صيغ للتحيات في الصلاة، منها:[٣]
- (التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ والصَّلَوَاتُ والطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أيُّها النبيُّ ورَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وعلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ).[٤]
- (التَّحِيَّاتُ للهِ، الزاكياتُ للهِ، الطَيِّباتُ الصلواتُ للهِ، السلامُ عليكَ أيُّها النبيُّ ورحمةُ اللهِ وبَرَكاتُه، السلامُ علينا وعلى عبادِ اللهِ الصالحينَ، أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ. وأشهَدُ أنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُه).[٥]
- (التَّحِيَّاتُ المُبَارَكَاتُ، الصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أيُّها النبيُّ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وعلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ).[٦]
موضع تحيات الصلاة
فيما يأتي بيان موضع تحيات الصلاة:[٧]
الموضع الأول
وهو التشهد الأول أو التشهد الأوسط، ويكون بعد السجدة الثانية من الركعة الثانية في الصلوات الرباعية، مثل صلاة الظهر والعصر والعشاء، وفي الصلوات الثلاثية مثل صلاة المغرب، وفي الصلوات الثنائية كصلاة الفجر، وهو نفسه التشهد الأخير فيها.
الموضع الثاني
وهو التشهد الثاني أو التشهد الأخير، ويكون في الركعة الرابعة من الصلاة الرباعية كصلاة الظهر وصلاة العصر وصلاة العشاء، وفي الركعة الثالثة من الصلوات الثلاثية كصلاة المغرب، ويضيف المصلي إلى التشهد الأخير الصلاة الإبراهيمية، وصيغتها: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).[٨]
حكم تحيات الصلاة
حكم التشهد الأول
تعددت آراء الفقهاء في حكم التشهد الأول وما يترتب على تركه، وبيان ذلك كما يأتي:[٩][١٠]
- الحنفية والحنابلة: ذهب الحنفية والحنابلة، إلى أنّ التشهد الأول واجب من واجبات الصلاة، وتبطل الصلاة إن تركه عمداً، وأما إن تركه سهواً دون قصد فيسجد للسهو في آخر صلاته.
- المالكية والشافعية: ذهب المالكية والشافعية أن التشهد الأول سنة من سنن الصلاة، ولا يترتب شيء على تركه سواء تركه قصداً وعمداً، أو سهواً ونسياناً.
حكم التشهد الثاني
تعددت آراء الفقهاء في حكم التشهد الثاني، وبيان أقوالهم كما يأتي:[١١][١٢]
- الحنفية: ذهب الحنفية إلى أن التشهد الثاني واجب من واجبات الصلاة.
- المالكية: ذهب المالكية إلى أن التشهد الثاني سنة من سنن الصلاة.
- الشافعية والحنابلة: ذهب الشافعية والحنابلة إلى أن التشهد الثاني ركن من أركان الصلاة، تبطل الصلاة بتركه.
المراجع
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 35. بتصرّف.
- ↑ عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن جبرين ، شرح عمدة الأحكام، صفحة 4. بتصرّف.
- ↑ حسين العوايشة، الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة، صفحة 87-88. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن مسعود ، الصفحة أو الرقم:381، صحيح.
- ↑ رواه شعيب الأرناووط، في تخريج شرح السنة، عن عبد الرحمن بن عبد القاري، الصفحة أو الرقم:3/183، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:403.
- ↑ سعيد بن مسفر بن مفرح القحطاني ، دروس للشيخ سعيد بن مسفر، صفحة 33. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن عجرة ، الصفحة أو الرقم:4797، صحيح.
- ↑ عَبد الله بن محمد الطيّار، عبد الله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى، الفِقهُ الميَسَّر، صفحة 278-280. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 34-35. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 35. بتصرّف.
- ↑ عَبد الله بن محمد الطيّار، عبد الله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى، الفِقهُ الميَسَّر، صفحة 264-265. بتصرّف.