أجمع جمهور أهل العلم أن السجود ركن من أركان الصلاة، وفرض من فروضها، سواء كانت الصلاة فرضاً أو نفلاً، حيث تعد الصلاة باطلة بتركه، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)،[١] وأجمعو أيضاً أنه يجب على المصلي أن يأتي بسجدتين في كل ركعة من ركعات الصلاة،[٢] حيث جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعلّم الرجل الصلاة: (ثُمَّ اسْجُدْ حتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حتَّى تَسْتَوِيَ وتَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ اسْجُدْ حتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حتَّى تَسْتَوِيَ قَائِمًا)،[٣][٤] وقد فرض الله تعالى على عباده المسلمين خمس صلوات في اليوم والليلة، وسيتم بيان كم سجدة يسجد المصلي في الصلوات الخمس كلها، وفي كل صلاة منها.
كم عدد سجدات الصلوات الخمس؟
يؤدي المسلم أربعاً وثلاثين سجدةً في ركعات فرض الصلوات الخمس في الحضر، واثنتين وعشرين سجدة في السفر، حيث إن عدد ركعات فرض الصلوات الخمس هو سبع عشرة ركعة بالنسبة للمقيم، في كل ركعة سجدتين، فناتج ضرب (17×2) هو (34)، وعدد ركعات فرض الصلوات الخمس هو إحدى عشرة ركعة بالنسبة للمسافر، في كل ركعة سجدتان، فناتج ضرب (11×2) هو (22)، وفيما يأتي بيان عدد سجدات كل صلاة من الصلوات الخمس:[٥]
- صلاة الفجر: تتكون صلاة الفجر من أربع سجدات، حيث إنها ركعتا فرض، وهذا بالنسبة للمقيم والمسافر، إذ إنها صلاة لا يشرع فيها القصر عند السفر.
- صلاة الظهر: تتكون صلاة الظهر من ثماني سجدات، حيث إنها أربع ركعات فرض، وهذا بالنسبة للمقيم، أما المسافر، فتتكون من أربع سجدات، إذ إنها يجوز القصر فيها حال السفر، فتصبح ركعتين بدل أربع ركعات.
- صلاة العصر: تتكون صلاة العصر من ثماني سجدات، مثل صلاة الظهر، فهي أربع ركعات فرض، وهذا بالنسبة للمقيم، أما المسافر فتتكون من أربع سجدات، لأنها بعد قصرها تصبح ركعتين بدل أربع.
- صلاة المغرب: تتكون صلاة المغرب من ست سجدات، فهي ثلاث ركعات فرض، وهذا بالنسبة للمقيم والمسافر، فهي كصلاة الفجر لا يجوز قصرها في السفر.
- صلاة العشاء: عدد سجدات صلاة العشاء مثل صلاتي الظهر والعصر، فهي صلاة رباعية للمقيم، تتكون من ثماني سجدات، وتصبح ثنائية للمسافر، تتكون من أربع سجدات.
الكيفية الصحيحة لأداء السجدتين
تؤدى السجدتين في كل ركعة من الركعات بالكيفية الصحيحة، بمراعاة الخطوات الآتية:[٦]
- يكبّر المصلي رافعاً يديه بقوله الله أكبر، عند النزول إلى الأرض.
- يضع ركبتيه على الأرض أولاً ثم يديه، وهذا قول الجمهور دون المالكية، حيث قال المالكية بوضع اليدين أولاً على الأرض ثم الركبتين.[٧]
- يمكّن أعضاء السجود على الأرض، وهي: الجبهة مع الأنف، واليدين، والركبتين، وأصابع قدميه، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أُمِرْتُ أنْ أسْجُدَ علَى سَبْعَةِ أعْظُمٍ علَى الجَبْهَةِ، وأَشَارَ بيَدِهِ علَى أنْفِهِ واليَدَيْنِ والرُّكْبَتَيْنِ، وأَطْرَافِ القَدَمَيْنِ).[٨]
- يمدّ يديه ويسبطهما على الأرض مع ضم أصابعهما باستقبال القبلة، ويضعهما محاذاة كتفيه أو محاذاة أذنيه، مع رفع بطنه عن فخذيه، ومباعدة ركبتيه، وإذا كان المصلي رجلاً يبعد مرفقيه عن جنبيه، وإن كانت امرأة فتضمّهما وتقربهما من جنبيها، وينصب باطن أصابع قدميه على الأرض باستقبال القبلة.
- يطمئن المصلي في سجوده، دون أن يؤديه بسرعة واستعجال، ويقول فيه الذكر الوارد في السنة النبوية، وقد ورد مجموعة من الأذكار منها، أن يقول: "سبحان ربي الأعلى"، ويسنّ تكرارها ثلاث مرات.
- يرفع رأسه من سجدته الأولى مكبّراً، ويجلس مطمئناً، ويقول فيه الذكر الوارد، ومن صيغه: "رب اغفر لي رب اغفر لي".
- ينزل مكبّراً لأداء السجدة الثانية، ويؤديها كما أدى السجدة الأولى.
المراجع
- ↑ سورة الحج، آية:77
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 202. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 844. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:6667، صحيح.
- ↑ أبو مالك كمال بن السيد سالم ، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، صفحة 237-236. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، نتائج البحوث وخواتيم الكتب، صفحة 318. بتصرّف.
- ↑ "المطلب الأوَّلُ: كيفيَّةُ النُّزولِ على الأرضِ"، الدرر السنية الموسوعة الفقهية، اطّلع عليه بتاريخ 9/11/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:812، صحيح.