ما هي صلاة الوحشة؟
صلاة الوحشة هي صلاة مُبتدعة لا أصل لها في الشريعة الإسلامية، حيث أنّها لم ترد في كتب أهل السنة والجماعة، ولا في كتب الأحاديث المروية بالأسانيد المتصلة الصحيحة، ويُظَنّ أنّ هذه الصلاة سببٌ في تخفيف وحشة القبر عن الميت، وتخفيف أهوال القبر وشدائده عنه، وسببٌ في توسيع القبر عليه إلى يوم القيامة.[١]
حكم صلاة الوحشة
أُشير مسبقاً إلى أنّ صلاة الوحشة صلاة مبتدعة في الشريعة الإسلامية وبناءً على ذلك فإنّها باطلة ويحرم صلاتها، وأمّا ما يُظنّ بكونها ترفع عن الميت وحشة القبر وعذابه وظلمته، وتوسع له في قبره إلى يوم القيامة فهذا لا يصح ولم يرد دليل صحيح يُثبت ذلك، وأمّا بخصوص الحديث الوارد في صلاة الوحشة فهو من الأحاديث المكذوبة على لسان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ويجدر ذكره لبيان كونه مكذوباً، ولفظه "لا يأتي على الميت أشد من أول ليلة فارحموا موتاكم بالصدقة، فإن لم تجدوا فليصل أحدكم ركعتين له".[١][٢]
أعمال صالحة ينتفع بها الميت
هناك جُملة من الأعمال الصالحة التي ينتفع بها الميت، وقد دلّت عليها الآيات القرآنية أو الأحاديث النبويّة الصحيحة ومنها ما يأتي:[٣]
- قضاء الدَين عن الميت: ينتفع الميت بقضاء الدين عنه لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (نفس المؤمن مُعَلّقة بدَيْنِه حتى يُقْضى عنه)،[٤] ويتحقق النفع للميت سواءٌ كان قضاء دينه من تركته، أو قام أحد معارفه بقضائه عنه، أو أسقط صاحب الدَين حقه.
- تجهيز الميت للدفن: حثّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على الإسراع في تجهيز الميت للدفن وذلك بغسله، ثمّ تكفينه، ثمّ الصلاة عليه، ثمّ دفنه وقد دلّ على ذلك قوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (أَسْرِعُوا بالجِنَازَةِ، فإنْ تَكُ صَالِحَةً فَخَيْرٌ تُقَدِّمُونَهَا، وإنْ يَكُ سِوَى ذلكَ، فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عن رِقَابِكُمْ).[٥]
- الدعاء للميت: ويكون ذلك قبل دفنه وبعده، وعند إنزاله إلى قبره، وعند زيارته إلى قبره، وأفضل الدعاء للميت دعاء أولاده له، وذلك لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ الرَّجلَ لتُرفَعُ درجتُه في الجنةِ فيقولُ : أنَّى هذا ؟ فيقالُ : باستغفارِ ولدِك لكَ)،[٦] وقد قال الإمام المناوي -رحمه الله- معلقاً على الحديث السابق "دلَّ به على أنَّ الاستغفارَ يمحو الذُّنوبَ، ويرفع الدَّرجاتِ، وأنَّ استغفارَ الفرع لأصلِه بعد موته كاستغفاره هو لنفسِه، فإنَّ ولد الرَّجلِ من كسْبِه؛ فعمله كأنه عمله".
- الصدقة عن الميت: وممّا يدلّ على أنّ الميت ينتفع بالصدقة عنه وثوابها يصل إليه ما ثبت عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: (أنَّ رَجُلًا قالَ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا، وأَظُنُّهَا لو تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، فَهلْ لَهَا أجْرٌ إنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا؟ قالَ: نَعَمْ)،[٧] وقد قال الإمام النووي -رحمه الله- معلقاً على الحديث السابق "وفي هذا الحديثِ: جوازُ الصَّدقة عن الميت، واستحبابها، وأنَّ ثوابَها يصله وينفعه، وينفع المتصدِّق أيضاً، وهذا كلُّه أجمع عليه المسلمون".
المراجع
- ^ أ ب "" صلاة الوحشة " صلاة مبتدعة ، لا تجوز صلاتها ، ويجب النهي عنها ."، الاسلام سؤال وجواب، 17-8-2013، اطّلع عليه بتاريخ 26-10-2021. بتصرّف.
- ↑ "حكم صلاة وحشة القبر "، طريق الاسلام، 18-12-2014، اطّلع عليه بتاريخ 26-10-2021. بتصرّف.
- ↑ عبدة الذريبي (17-5-2011)، "ماذا ينفع العبد بعد موته؟"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 26-10-2021. بتصرّف.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1079 ، حسن.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1315 ، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:214، حسن.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1388 ، صحيح.