شرع الله -تعالى- الصلاة على الميت، وهي ما تُعرف بصلاة الجنازة؛ بغية طلب الرحمة والمغفرة للميت الذي أصبح في حالةٍ انعدمت فيها قواه عن العمل، وأن يتغمّده الله -تعالى- بكرمه ولطفه في قبره، ويُكفّر عنه سيئاته وذنوبه ويعتق رقبته من النار، كما جعل الله -تعالى- في شهود الصلاة على الميت واتباع جنازته أجر عظيم، وجبر لخاطر أهله بما حلّ بهم من مصاب.[١]


كيفية الصلاة على الميت

يُمكن للمسلم الصلاة على الميت باتباع ما يأتي:[٢]

  • يتوضأ المسلم وينوي الصلاة على الميت، ويستقبل القبلة، وعلى الإمام أن يجعل الجنازة أمامه بينه وبين القبلة.
  • يقف الإمام عند رأس الجنازة في حال كون الميت رجلاً، وفي وسط الجنازة في حال كون الميت امرأة.
  • يعمد الإمام والمأموم بالتكبير أربع تكبيرات ويمكن الزيادة عليها في حال كان الميت من أصحاب العلم والفضل، وممّا يدلّ على التكبيرات الأربع ما ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَعَى النَّجَاشِيَّ في اليَومِ الذي مَاتَ فِيهِ، وخَرَجَ بهِمْ إلى المُصَلَّى، فَصَفَّ بهِمْ، وكَبَّرَ عليه أرْبَعَ تَكْبيرَاتٍ).[٣][٤]
  • يُكبّر الإمام التكبيرة الأولى برفع يديه بمحاذاة منكبيه أو أذنيه ويضع كفّيْه على صدره، واضعاً يده اليمنى على ظهر كفّه اليسرى، ثمّ يتعوّذ، ويسمّي، ويقرأ سورة الفاتحة سراً ويجوز له أن يقرأ بعدها سورة، ويفعل المأمومون كما يفعل الإمام، وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ السنة تكون برفع اليدين في التكبيرة الأولى دون باقي التكبيرات.
  • ثمّ يُكبر الإمام التكبيرة الثانية ويقرأ الصلاة الإبراهيمية سراً، وكذلك يفعل المأمومون.
  • ثمّ يُكبر الإمام التكبيرة الثالثة ويدعو للميت سراً، وكذلك يفعل المأمومون، ومن الأدعية التي وردت عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- للميت ما يأتي:
  • (اللَّهُمَّ، اغْفِرْ له وَارْحَمْهُ، وَاعْفُ عنْه وَعَافِهِ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَقِهِ فِتْنَةَ القَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ).[٥]
  • (اللَّهُمَّ اغفِر لحيِّنا وميِّتِنا وصغيرِنا وَكبيرِنا وذَكَرِنا وأنثانا وشاهدِنا وغائبِنا اللَّهُمَّ مَن أحييتَه منَّا فأحيِهِ علَى الإيمانِ ومَن تَوفَّيتَه مِنَّا فتوفَّهُ على الإسلامِ اللَّهُمَّ لا تحرِمنا أجرَه ولا تُضِلَّنا بعدَه).[٦]
  • ثمّ يُكبر الإمام التكبيرة الرابعة، وقد تعددت آراء الفقهاء في مشروعية الدعاء للميت بعد هذه التكبيرة، فذهب الحنفية والحنابلة إلى عدم مشروعية الدعاء، وعليه أن يسلّم بعدها، وقال المالكية والشافعية أنه يشرع الدعاء بعدها،[٧] ثمّ يُسلّم بعد ذلك عن يمينه ويجوز الاكتفاء بها، ثمّ يسلّم عن يساره، وكذلك يفعل المأمومون.


حكم الصلاة على الميت

اتفق جمهور الفقهاء على أنّ حكم صلاة الجنازة فرض كفاية، بحيث إذا قام بها البعض سقط الإثم عن الآخرين، وقد دلّ على ذلك ما ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُؤْتَى بالرَّجُلِ المُتَوَفَّى، عليه الدَّيْنُ، فَيَسْأَلُ: هلْ تَرَكَ لِدَيْنِهِ فَضْلًا؟، فإنْ حُدِّثَ أنَّهُ تَرَكَ لِدَيْنِهِ وَفَاءً صَلَّى، وإلَّا قالَ لِلْمُسْلِمِينَ: صَلُّوا علَى صَاحِبِكُمْ)،[٨] كما اتفق جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة على استحباب الجماعة في صلاة الجنازة، وأنّها لا تعدّ شرطا لصحتها كما عند المالكية، حيث قالوا أن الجماعة شرط لصحة صلاة الجنازة.[٩][١٠]


المراجع

  1. محمد التويجري، موسوعة الفقه الاسلامي، صفحة 752-753. بتصرّف.
  2. محمد التويجري، موسوعة الفقه الاسلامي، صفحة 758-760. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1333 ، صحيح.
  4. محمد بازمول، بغية المتطوع في صلاة التطوع، صفحة 142. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عوف بن مالك الأشجعي، الصفحة أو الرقم:963 ، صحيح.
  6. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3201 ، صحيح.
  7. "المطلب الثَّامن: ما يُشرَعُ بعدَ التكبيرةِ الرَّابعةِ"، الدرر السنية الموسوعة الفقهية، اطّلع عليه بتاريخ 1/11/2021. بتصرّف.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2298 ، صحيح.
  9. محمد الموسى، عبد الله الطيار، عبد الله المطلق، الفقه الميسر، صفحة 479. بتصرّف.
  10. محمد التويجري، موسوعة الفقه الاسلامي، صفحة 752. بتصرّف.