دعاء الاستفتاح في قيام الليل

ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- صيغتان من دعاء الاستفتاح كان يستفتح صلاته في قيامه لليل، وهاتان الصيغتان هما:[١]

  • ما جاء في حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها: (عنْ أَبي سَلَمَةَ بنِ عبدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، قالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ أُمَّ المُؤْمِنِينَ: بأَيِّ شَيءٍ كانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَفْتَتِحُ صَلَاتَهُ إذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ؟ قالَتْ: كانَ إذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلَاتَهُ: اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وإسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ، عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بيْنَ عِبَادِكَ فِيما كَانُوا فيه يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِما اخْتُلِفَ فيه مِنَ الحَقِّ بإذْنِكَ؛ إنَّكَ تَهْدِي مَن تَشَاءُ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).[٢]
  • ما جاء عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قالَ: اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ أنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ لكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ الحَقُّ ووَعْدُكَ الحَقُّ، ولِقَاؤُكَ حَقٌّ، وقَوْلُكَ حَقٌّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، ومُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خَاصَمْتُ، وإلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ، وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ - أوْ: لا إلَهَ غَيْرُكَ).[٣]


مسائل في دعاء الاستفتاح


جواز الاستفتاح بصيغٍ أخرى في قيام الليل

بيّن أهل العلم بإباحة افتتاح صلاة قيام الليل بالصيغ الأخرى لدعاء الاستفتاح؛ التي أُثرت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يستفتح بها في المفروضات والنوافل من صلاته، إلا أن الأفضل والأكمل الإتيان بالصيغتين التي نصّ عليهما أن النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يستفتح بهما قيامه.[٤]


الجمع بين أدعية الاستفتاح في صلاة واحدة

اختلف أهل العلم في حكم الجمع بين أكثر من صيغة للاستفتاح في صلاة واحدة، سواء في صلاة القيام وغيرها، فذهب بعضهم إلى استحباب ذلك؛ وهذا ما اختاره الإمام النووي -رحمه الله-، وذهب بعضهم إلى عدم مشروعية الجمع بينها في صلاة واحدة والاقتصار على صيغة واحدة، وهذا ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-،[٥][٦] وقال المحققون من أهل العلم أن الأولى والأحوط أن ينوّع المصلي في صلواته بين صيغ الاستفتاح؛ إحياءً للسنة والإتيان بجميع وجوهها المشروعة. [٧]


سنية الإسرار بدعاء الاستفتاح

يسنّ الإسرار في دعاء الاستفتاح، ويكره جهر الصوت به، سواء كان إماماَ أو مأموماً أو منفرداً، إلا أنه تصحّ صلاة من جهر به، ولا تعد باطلة.[٨]


من صيغ دعاء الاستفتاح

ثبتت صيغ كثيرة لدعاء الاستفتاح، منها:[٩]

  • (اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ، كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بالمَاءِ والثَّلْجِ والبَرَدِ).[١٠]
  • (وَجَّهْتُ وَجْهي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ حَنِيفًا، وَما أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ، إنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ وَمَمَاتي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، لا شَرِيكَ له، وَبِذلكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ المُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بذَنْبِي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلَاقِ، لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا، لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ ليسَ إلَيْكَ، أَنَا بكَ وإلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْكَ).[١١]
  • (سبحانَك اللَّهمَّ وبحمدِك، وتبارَكَ اسمُك، وتعالى جَدُّك، ولا إلهَ غيرُك).[١٢]



المراجع

  1. "الاستفتاح في صلاة الليل"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 10/11/2022. بتصرّف.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:770، حديث صحيح.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1120، حديث صحيح.
  4. أبوداود (776) ، والترمذي,الله في " صحيح الجامع " . "دعاء الاستفتاح والصيغ الواردة فيه"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 10/11/2022. بتصرّف.
  5. "حكم الجمع بين الأذكار الواردة في موضع واحد في الصلاة"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 10/11/2022. بتصرّف.
  6. "مسائل في دعاء الاستفتاح"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 10/11/2022. بتصرّف.
  7. ابن عثيمين، فة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، صفحة 2. بتصرّف.
  8. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 52. بتصرّف.
  9. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 49-51. بتصرّف.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:744، حديث صحيح.
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:771، حديث صحيح.
  12. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:776 ، صحيح لغيره.