مشروعية الدعاء بالرزق بعد صلاة الظهر

الدعاء عبادةٌ مشروعةٌ في كلّ وقت، ويُشرع للمسلم أن يدعو الله -تعالى- بما شاء وأحبّ من خيريّ الدنيا والآخرة، وبالصيغة التي أراد، ويدلّ على ذلك عموم النصوص الشرعية التي تُرغّب بالدعاء وتحثّ عليه، قال -تعالى-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)،[١] أمّا تخصيص أدعيةٍ محدَّدةٍ والدعاء بها في يومٍ أو وقتٍ محدّد يحتاج إلى دليل.[٢]


ولم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- صيغةُ دعاءٍ معيَّنةٍ للرزق بعد صلاة الظهر، إلا أنّ الدعاء بعد الصلاة عموماً مشروع، فقد دلّت العديد من النصوص على مشروعية الدعاء بعد الصلاة، والدعاء في كلّ وقت، لِذا يُشرع للمسلم أن يدعو الله -تعالى- بعد صلاة الظهر بالرزق وبما شاء من الأدعية دون تخصيص أدعيةٍ محدَّدةٍ والاعتقاد بأنها من السنة.


أدعية مأثورة للرزق بعد صلاة الظهر

يُشرع للمسلم أن يدعو الله -تعالى- بعد الظهر بما شاء، ولكن بعد أن يأتي بالأذكار المسنونة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومن أدعية الرزق التي يُمكن للمسلم أن يدعو الله -تعالى- بها بعد صلاة الظهر أو في غيرها من الأوقات ما يأتي:


  • الإكثار من الاستغفار، فقد قال الله -سبحانه-: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا).[٣]


  • (اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الأرْضِ وَرَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيءٍ، فَالِقَ الحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ كُلِّ شَيءٍ أَنْتَ آخِذٌ بنَاصِيَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الأوَّلُ فليسَ قَبْلَكَ شَيءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فليسَ بَعْدَكَ شَيءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فليسَ فَوْقَكَ شَيءٌ، وَأَنْتَ البَاطِنُ فليسَ دُونَكَ شَيءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الفَقْرِ).[٤]


  • (اللَّهمَّ إنِّي عبدُكَ ابنُ عبدِكَ ابنُ أَمَتِكَ، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فيَّ قضاؤُكَ، أسأَلُكَ بكلِّ اسمٍ هو لكَ سمَّيْتَ به نفسَكَ، أو أنزَلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمْتَه أحَدًا مِن خَلْقِكَ، أوِ استأثَرْتَ به في عِلمِ الغيبِ عندَكَ، أنْ تجعَلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ بصَري، وجِلاءَ حُزْني، وذَهابَ همِّي).[٥]


  • (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ النَّارِ وعَذابِ النَّارِ، وفِتْنَةِ القَبْرِ وعَذابِ القَبْرِ، وشَرِّ فِتْنَةِ الغِنَى وشَرِّ فِتْنَةِ الفَقْرِ، اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ).[٦]


  • (اللَّهُمَّ إنِّي أَعوذُ بكَ مِنَ العَجزِ، والكسلِ، والجُبنِ، والبُخلِ، والهَرَمِ، والقَسوةِ، والغفْلةِ، والعَيْلةِ، والذِّلَّةِ، والمَسكنَةِ، وأَعوذُ بكَ مِنَ الفقرِ، والكُفرِ، والفسوقِ، والشِّقاقِ، والنِّفاقِ، والسُّمعةِ، والرِّياءِ).[٧]


  • (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ).[٨]


  • (اللَّهُمَّ لا مَانِعَ لِما أعْطَيْتَ، ولَا مُعْطِيَ لِما مَنَعْتَ، ولَا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ).[٩]


  • (اللَّهُمَّ اكفِني بحلالِكَ عنْ حرامِكَ، وأَغْنِني بفضلِكَ عمَّنْ سِواكَ).[١٠]


أدعية أخرى للرزق بعد صلاة الظهر

الدعاء بابه واسع، ومن الأدعية الأخرى التي يُمكن للمسلم أن يدعو بها للرزق ما يأتي:


  • "اللّهم إن كان رزقي في السّماء فأنزله، وإن كان في الأرض فأخرجه، وإن كان بعيداً فقرّبه، وإن كان قريباً فيسّره، وإن كان قليلاً فكثّره، وإن كان كثيراً فبارك لي فيه".


  • يا حيّ يا قيوم، أسألك بأسمائك الحسنى وباسمك العظيم الذي إذا سُئلت به أجبت أن ترزقني رزقاً حلالاً واسع طيباً، برحمتك وكرمك يا أكرم الأكرمين.


  • اللهم يا رزاق أكرمني وَجُدْ عليّ من واسع كرمك وفضلك وإحسانك، وافتح عليّ فتحاً كبيراً، وبارك لي في رزقي.


  • اللهم يا رزّاق السّائلين، ومجيب دعوة المضطرين، يا غيّاث المستغيثين، أسألك رزقاً طيِّباً واسعاً من حيث لا أحتسب، وبركةً في صحّتي وأهلي ومالي.

المراجع

  1. سورة البقرة، آية:186
  2. "تخصيص بعض الأيام بأدعية معينة"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 24/7/2023. بتصرّف.
  3. سورة نوح، آية:10-12
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2713، صحيح.
  5. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:972، أخرجه في صحيحه.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:6377، صحيح.
  7. رواه الحاكم، في المستدرك على الصحيحين، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1968، صحيح على شرط الشيخين.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:6367، صحيح.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن المغيرة بن شعبة، الصفحة أو الرقم:6615، صحيح.
  10. رواه الحاكم، في المستدرك على الصحيحين، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:1997، صحيح الإسناد.