جمع الصلاة

يقصد بجمع الصلاة: أي ضم المصلي صلاتين إلى بعضهما البعض في الأداء فيؤديهما في وقت إحداهما، وجمع الصلاة لا يكون إلا بين صلاتي الظهر والعصر، وبين صلاتي المغرب والعشاء، ويقسم جمع الصلاة إلى قسمين وهما جمع التقديم وجمع التأخير، وجمع الصلاة مشروع لعدة أسباب منها السفر، ودليل مشروعية الجمع ما أخرجه البخاري في صحيحه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ أنْ تَزِيغَ الشَّمْسُ أخَّرَ الظُّهْرَ إلى وقْتِ العَصْرِ، ثُمَّ يَجْمَعُ بيْنَهُمَا، وإذَا زَاغَتْ صَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ رَكِبَ).[١][٢][٣]


كيف يجمع المسافر بين الظهر والعصر؟

الجمع بين الظهر والعصر يكون من خلال طريقتين اثنتين، بيانهما وكيفية كل منهما كالآتي:[٤][٣]


جمع التقديم

جمع التقديم هو أن يؤدي المصلي صلاتي الظهر والعصر في وقت الصلاة الأولى، فيقدم أداء صلاة العصر في وقت صلاة الظهر، وبيان كيفية جمع التقديم كما يلي:

  • البدء بالصلاة الأولى: لا بد للمصلي من مراعاة الترتيب بين الصلاتين فيبدأ بصلاة الظهر ثم صلاة العصر.
  • نية الجمع: لا بد من استحضار نية الجمع بين صلاتي الظهر والعصر، ومحلها عند البدء بالصلاة الأولى، أي الظهر، ويجوز في أثنائها.
  • الموالاة بين الصلاتين: يجب على المصلي أداء صلاتي الظهر والعصر متتابعتين وألا يفصل بينهما بفاصل زمني طويل، وإلا فجمعه باطل، ولو كان الفاصل الزمني بين الصلاتين يسيراً فلا بأس.
  • بقاء العذر: وهو استمرار السبب الذي شرع له الجمع، ومن هذه الأسباب السفر، فيجب دوام السفر للمصلي من بداية الصلاة الأولى وهي صلاة الظهر، والفراغ منها، وحتى افتتاح الصلاة الثانية وهي صلاة العصر، ولو أصبح مقيماً بين الصلاتين فلا يصح الجمع؛ لزوال العذر وهو السفر.

جمع التاخير

جمع التأخير هو أن يؤدي المصلي صلاتي الظهر والعصر في وقت الصلاة الثانية، فيؤخر أداء صلاة الظهر في وقت صلاة العصر، وبيان كيفية جمع التأخير كما يلي:

  • نية الجمع: ينبغي للمصلي من استحضار نية الجمع بين صلاتي الظهر والعصر، ومحلها عند دخول وقت الصلاة الأولى، وهي صلاة الظهر، حتى نتهاء وقتها، ولو أخر الظهر إلى وقت العصر من غير نية للجمع، فهو آثم وتعتبر صلاة الظهر قضاءً.
  • الترتيب بين الصلاتين: ينبغي للمصلي من مراعاة الترتيب بين الصلاتين فيبدأ بصلاة الظهر أولاً ثم صلاة العصر.
  • دوام العذر: لا بد من بقاء العذر وهو السفر من بداية الصلاة الأولى وحتى الانتهاء من الصلاة الثانية، وفي حال زوال العذر قبل الانتهاء من إتمام الصلاتين فتعتبر صلاة الظهر قضاءً، وهذا ما ذهب إليه الشافعية، وأما الحنابلة فلا بد من استمرار السفر إلى حين دخول وقت الصلاة الثانية، أي العصر، ولا يضر زوال السفر قبل الفراغ من الصلاتين وبعد دخول وقت الصلاة الثانية.


المراجع

  1. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أنس بن مالك ، الصفحة أو الرقم:1111.
  2. عَبد الله بن محمد الطيّار، عبد الله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم، الفِقهُ الميَسَّر، صفحة 414-415. بتصرّف.
  3. ^ أ ب وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1373-1372. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 287-288. بتصرّف.