فرض الله -سبحانه وتعالى- على عباده أداء خمس صلواتٍ في اليوم والليلة، وجعل الصلاة ركنًا من أركان الإسلام التي بُني الإسلام عليها، ولا يُقبل من مسلمٍ أن يترك أداءها، أو يُنكر وجوبها، وفيما يأتي مزيد تفصيلٍ عنها وعن فضلها وأهميّتها.


لماذا نصلّي خمس صلواتٍ؟

الحكمة من كونها خمس صلواتٍ

إنّ من الأحكام التي شرعها الله -سبحانه وتعالى- ما يكون توقيفيًّا أو تعبّديًّا؛ أي أنّ الشرع لم يصرّح بالحكمة والسبب من تشريعه، ولم يأتِ نصٌّ شرعيٌّ من القرآن الكريم والسنة الشريفة على ذكر الحكمة منها، ومن ذلك عدد الصلوات، وعدد ركعاتها، وبعض كيفيات العبادات، ومقادير الحدود والكفّارات، وعلى المسلم تجاه أوامر الله وأحكامه الالتزام والطاعة مع التسليم لكونها صادرةً من الله الحكيم، فلا يُعرف لماذا حدّد الله -تعالى- الصلوات بخمسةٍ فقط، إلّا أنّ المسلم يتعبّد إلى الله بأدائها كلّها؛ التزامًا لأمره.[١]


كيف ومتى فُرضت بهذا العدد؟

كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وصحابته -رضي الله عنهم- يصلّون -كما تشير الروايات- قبل فرض الصلوات الخمس، لكنّ صلاتهم كانت صلاتين فقط، كلّ واحدةٍ منهما تؤدّى بركعتين؛ حيث كانوا يصلّون واحدةً قبل غروب الشمس، والأخرى قبل طلوعها، وقد رُوي عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ حِينَ فَرَضَهَا، رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، في الحَضَرِ والسَّفَرِ).[٢][٣]


أمّا عن فرض الصلوات الخمسة؛ فكان ذلك في حادثة الإسراء والمعراج؛ حين عرج النبيّ -عليه الصلاة والسلام- إلى السماوات العلا، وتنقّل بينها والتقى في كلّ سماءٍ بنبيٍّ من الأنبياء إلى أن وصل إلى سدرة المنتهى؛ حيث كان قريبًا من الله -تعالى- فكلّمه الله -تعالى- وأخبره بفرض الصلاة على المسلمين، وقد فرضها خمسين صلاةً، إلّا أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وبمشورةٍ من موسى -عليه السلام- راجع الله -تعالى-؛ ليخفّف عن المسلمين عددها، حتّى أنقص الله -تعالى- عددها إلى خمس صلواتٍ مفروضاتٍ في اليوم والليلة.[٤]


ما هي الصلوات الخمس؟

الصلوات الخمس هي الفرائض الخمسة التي شرعها الله -تعالى- وأجب على المسلم أداءها في أوقاتٍ مخصوصةٍ وبعدد ركعاتٍ محدَّدٍ شرعًا، وهذه الفرائض الخمسة هي:[٥]

  • صلاة الفجر: وعدد ركعاتها اثنتان.
  • صلاة الظهر: وعدد ركعاتها أربع ركعاتٍ، وهي أوّل صلاة من الصلوات الفرائض أدّاها النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بعد أن فُرضت الصلاة في حادثة الإسراء والمعراج.
  • صلاة العصر: وعدد ركعاتها أربع ركعاتٍ.
  • صلاة المغرب: وعدد ركعاتها ثلاث ركعاتٍ.
  • صلاة العشاء: وعدد ركعاتها أربع ركعاتٍ.


أهميّة الصلوات الخمس وفضلها

رتّب الله -تعالى- على أداء الصلوات الخمس المفروضة على المسلم أجرًا وثوابًا عظيمًا، كما أنّ للصلاة أهميَّةً وأثرًا بالغًا ينعكس على الفرد المسلم في حياته، ومن فضلها ومظاهر أهمّيتها ما يأتي:[٦]

  • نهي وصدّ المسلم عن الفواحش: فالصلاة إذا أقامها المسلم وأدّاها بحقّه؛ كانت سبيلًا لنهيه عن الفواحش والمنكرات؛ وذلك لقوله تعالى: (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ).[٧]
  • سببٌ لمحو الذنوب ومغفرتها: فقد شبَّه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الصلوات الخمس بالنهر الذي يمحو ما علق بالإنسان من أوساخ، كما حجاء في قولت: (أَرَأَيْتُمْ لو أنَّ نَهْرًا ببَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ منه كُلَّ يَومٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هلْ يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ؟ قالوا: لا يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ، قالَ: فَذلكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ بهِنَّ الخَطَايَا).[٨]
  • دخول الجنّة: فالمحافظة على الصلوات الخمس سببٌ لدخول الجنّة ورفع الدرجات في الدنيا والآخرة بإذن الله -تعالى.

المراجع

  1. "لماذا نصلي خمس صلوات؟"، الإسلام سؤال وجواب، 26/2/2004، اطّلع عليه بتاريخ 1/8/2022. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:350 ، حديث صحيح.
  3. أكرم العمري، السيرة النبوية الصحيحة محاولة لتطبيق قواعد المحدثين في نقد روايات السيرة النبوية، صفحة 625. بتصرّف.
  4. صفي الدين المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 125-126. بتصرّف.
  5. عبد الرحمن الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 163-164. بتصرّف.
  6. سعيد بن وهب القحطاني، صلاة المؤمن، صفحة 115-116. بتصرّف.
  7. سورة العنكبوت، آية:45
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:667، حديث صحيح.