تعريف السنن الرواتب

السنن لغة: جمع سُنة وهي جريان الشيء وحدوثه على وتيرة واحدة بشكل مُطرد، وقد تُطلق على ما كان حسياً، كقولك ابتعد عن سنن الخيل أي عن طريق الخيل، ومنها ما يكون معنوياً، كقولك سَنَّ فلان طريقاً في الخير أي ابتدأه ولم يُسبق إليه، ومنها قول النبي-صلّى الله عليه وسلًم-: (من سنَّ سنةً حسنةً فله أجرُها ما عملِ بها في حياتِه ، وبعد مماتِه حتى تُترَكَ ، ومن سنَّ سنةً سيئةً فعليه إثمُها حتى تُترَكَ).[١]أمّا السنن في اصطلاح الفقهاء: هي النافلة من العبادات والتي تُقابل الواجب، أمّا الرواتب لغة: جمع راتبة وهي مشتقة من رتَّب الشيء أي إبقاءه ساكناً مستقراً لا يتحرك، ويُقال حياة راتبة أي دائمة، ويُقال ما زال راتباً على صومه أي مقيماً، والسنن الرواتب في الاصطلاح: هي الصلوات التابعة للصلوات الخمس المفروضة وتُصلّى قبلها أو بعدها، وقد شرعها الله -تعالى- لتكثير الحسنات، وتكفير السيئات، ورفع الدرجات، وجبر النقص الذي قد يحدث في الصلوات المفروضة.[٢][٣]


ما أجر المحافظة على السنن الرواتب؟

للمحافظة على السنن الرواتب أجور وفضائل عظيمة نذكر منها:[٤]


من أسباب دخول الجنة

حيث إنّ المحافظة على السنن الرواتب والمداومة عليها سبب في نيل المسلم الجنة والفوز بها، وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (من صلَّى في يومٍ وليلةٍ ثنتي عشرةَ رَكعةٍ بنيَ لَهُ بيتٌ في الجنَّة).[٥]


سبب في نيل حب الله -تعالى-

حيث إنّ المحافظة على السنن الرواتب والمداومة عليها سبب في أن ينال المسلم حب الله -تعالى- والتقرب إليه، وقد دلّ على ذلك قول النبي -صلّى الله عليه وسلّم- فيما يرويه عن الله -تعالى-: (وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ).[٦]


سبب في جبر نقص الفرائض

قد يحدث نقص في الصلوات المفروضة عندما يؤديها المسلم، فإن كان محافظاً على السنن الرواتب فإنّها تسدّ ذلك النقص والخلل، وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إن انتقَص من فريضتِه قال اللهُ تعالى: انظروا هل لعبدي من تطوُّعٍ يكمل به ما انتقص من الفريضةِ ؟ ثم يكون سائرُ عملِه على ذلك).[٧]


سبب في نيل شرف مرافقة رسول الله في الجنة

حيث إنّ المحافظة على السنن الرواتب والمداومة عليها سبب في نيل المسلم شرف مرافقة رسول الله في الجنة، وقد دلّ على ذلك ما ثبت عن ربيعة بن كعب الأسلمي -رضي الله عنه- قال: (كُنْتُ أبِيتُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فأتَيْتُهُ بوَضُوئِهِ وحَاجَتِهِ فَقالَ لِي: سَلْ فَقُلتُ: أسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ في الجَنَّةِ. قالَ: أوْ غيرَ ذلكَ قُلتُ: هو ذَاكَ. قالَ: فأعِنِّي علَى نَفْسِكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ).[٨]


وممّا تجدر الإشارة إليه أنّه قد ثبت في النصوص الشرعية فضلٌ خاصٌ لبعض السنن الرواتب، ومن ذلك ما ورد في فضل السنن التي قبل صلاة الظهر وبعدها حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن حافَظَ على أربعِ رَكعاتٍ قبلَ الظُّهرِ وأربعٍ بعدَها حُرِّمَ على النَّارِ)،[٩] وما ورد في فضل ركعتي سنة الفجر حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا).[١٠][٤]


أقسام السنن الرواتب

السنن الرواتب المؤكدة

وهي السنن التي صلّاها وواظب عليها النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وهي اثنتا عشر ركعة: ركعتان قبل الفجر، وأربع ركعات قبل الظهر وركعتان بعدها، وركعتان قبل المغرب، وركعتان بعد العشاء، وأحياناً كان رسول الله يصّليها عشر ركعات، حيث يصلي قبل الظهر ركعتان بدلاً من أربع ركعات، وهذه السنن هي المقصودة في قول النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما مِن عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَومٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا، غيرَ فَرِيضَةٍ، إلَّا بَنَى اللَّهُ له بَيْتًا في الجَنَّةِ، أَوْ إلَّا بُنِيَ له بَيْتٌ في الجَنَّةِ).[١١][١٢]


السنن الرواتب غير مؤكدة

وهي السنن التي صلّاها ولم يواظب عليها النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، حيث كان يتركها أحياناً، وهي: أربع ركعات قبل العصر، وركعتان قبل المغرب، وركعتان قبل العشاء.[١٢]


المراجع

  1. رواه اللألباني، في صحيح الترغيب، عن واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة، الصفحة أو الرقم:65، حسن صحيح.
  2. عبدالرحمن الجعلود (28/9/2010)، "قضاء السنن الرواتب 1/2"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 4/11/2021. بتصرّف.
  3. الفقه الإسلامي/حكمة مشروعية السنن الرواتب:/i582&d918503&c&p1 "حكمة مشروعية السنن الرواتب"، نداء الايمان، اطّلع عليه بتاريخ 4-11-2021. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "فضل المحافظة على السنن الرواتب والنوافل"، إسلام ويب، 17-8-2021، اطّلع عليه بتاريخ 4-11-2021. بتصرّف.
  5. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أم حبيبة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:943، صحيح.
  6. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن أبي هرريرة، الصفحة أو الرقم:6502، صحيح.
  7. رواه الألباني ، في صحيح الترغيب، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:540، صحيح لغيره.
  8. رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن ربيعة بن كعب الأسلمي، الصفحة أو الرقم:489، صحيح.
  9. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أم حبيبة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:1269، صحيح.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:725 ، صحيح.
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم حبيبة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:728 ، صحيح.
  12. ^ أ ب محمد التويجري، كتاب مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة، صفحة 528. بتصرّف.