تعريف صلاة الغائب وحكمها

صلاة الجنازة على الغائب هي صلاةٌ يؤدّيها المسلم عن ميِّتٍ غائبٍ ليس بحضرته، وقد تعدّدت آراء الفقهاء في حكم الصلاة على الغائب، وبيان أقوالهم فيما يأتي:[١]

  • القول الأول: الصلاة على الغائب جائزة

وهو قول الإمامين الشافعي وأحمد، فتُشرع عندهم الصلاة على الميِّت الغائب، بدليل صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- على النجاشي وهو غائب، فقد ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ نَعَى لِلنَّاسِ النَّجَاشِيَ في اليَومِ الذي مَاتَ فِيهِ، فَخَرَجَ بهِمْ إلى المُصَلَّى، وَكَبَّرَ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ).[٢]


  • القول الثاني: الصلاة على الغائب غير مشروعة مطلقاً

وهو قول الحنفية والمالكية، أما الأحاديث التي صحّت في صلاة النبيّ -صلى الله عليه وسلم- على النجاشي فقالوا إنّه خاصٌّ بالنجاشي فقط.


  • القول الثالث: التفصيل في الحكم

توسّط جماعةٌ من أهل العلم بين القولين السابقيْن فقالوا: صلاة الغائب مشروعةٌ فقط في حقّ المسلم الذي مات ولم يُصلَّ عليه، أمّا إذا صلّى المسلمون عليه فلا تُشرع حينها صلاة الغائب، وهو قول الإمامين ابن تيمية وابن القيم، وقول الإمام أبي داود صاحب السنن وغيرهم من أهل العلم.


من هو الغائب الذي تصلى عليه صلاة الغائب؟

تعدّدت آراء الفقهاء القائلين بجواز الصلاة الغائب في تحديد الغائب الذي تجوز الصلاة عليه، وتوضيح أقوالهم فيما يأتي:[٣]

  • تُشرع على الغائب عن البلد

جاء في المعتمد عند الشافعية والحنابلة أن الميّت الغائب الذي تُشرع الصلاة عليه هو: الغائب عن البلد الذي تُقام فيه الصلاة، بحيث يكون عرفاً في محلٍّ بعيدٍ عن ذلك البلد، أمّا إذا كان الميّت في البلد فلا تجوز صلاة الغائب عليه، واستدلّوا بأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يُصلِّ على ميِّتٍ في البلد إلا بحضرته، كما أنّ الحضور إلى محلّ الصلاة على الميت في البلد أمرٌ ممكن ولا مشقّة فيه.


  • تُشرع على الغائب مطلقاً

ذهب الشافعية في قولٍ آخر وبعض الحنابلة إلى القول بجواز الصلاة على الغائب حتى وإن كان حاضراً في نفس البلد، وخصّ بعض الشافعية الجواز للمعذور بسبب حبسٍ أو مرضٍ ونحو ذلك من الأعذار.


كيفية الصلاة على الغائب

لا تختلف كيفية الصلاة على الغائب عن كيفيّة صلاة الجنازة على الحاضر من حيث هيئة الصلاة، ولكن هناك بعض التفصيلات في الصلاة على الحاضر من حيث مكان وقوف الإمام في صلاة الجنازة ونحوها من الأمور غير الموجودة في الصلاة على الغائب، وبيان طريقة أداء صلاة الجنازة على الغائب فيما يأتي:[٤]

  • يُكبّر المصلّي مع رفع يديه في التكبيرة الأولى، وفي رفعها في سائر التكبيرات الأخرى أكثر من قولٍ عند أهل العلم.
  • يضع يده اليُمنى فوق اليُسرى، ثمّ يقرأ بعد التكبيرة الأولى سورة الفاتحة.
  • يُكبّر التكبيرة الثانية، ثم يقرأ الصلاة الإبراهيمية.
  • يُكبّر التكبيرة الثالثة، ثمّ يدعو للميّت، ويُسنّ أن يدعو له بالأدعية المأثورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
  • يُكبّر التكبيرة الرابعة ثمّ يُسلّم تسليمتين، وقيل: يدعو بعد التكبيرة الرابعة لنفسه ولأموات المسلمين ثمّ يُسلّم.[٥]

المراجع

  1. حسام الدين عفانة، فتاوى د. حسام عفانة، صفحة 172، جزء 6. بتصرّف.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:951، صحيح.
  3. حسام الدين عفانة، صلاة الغائب، صفحة 53. بتصرّف.
  4. حسام الدين عفانة، صلاة الغائب، صفحة 15. بتصرّف.
  5. "صفة صلاة الجنازة"، دائرة الإفتاء الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 7/8/2023. بتصرّف.