صلوات التطوع
مفهوم صلاة التّطوع يشمل كلّ الصلوات التي طلبها الشارع من المكلّف من غير إلزام؛ بحيث يثاب فاعلها، ولا يأثم تاركها، وتنقسم إلى قسمين، أحدهما ما كان تابعاً للصلاة المفروضة؛ كالسنن القبلية والبعدية، والآخر ما كان مستقلّاً عن الصلوات المفروضة؛ كصلاة العيدين والاستسقاء والضحى وغيرها.[١]
وعرّفها بعض أهل العلم بأنها كلّ صلاة مشروعة زائدة عن الفرائض الخمسة، سواء كانت واجبة أم غير واجبة،[٢]على اعتبار أنّ بعض الصلوات غير الفريضة تأخذ حكم الوجوب في بعض الحالات، وعلى تفصيل في المذاهب.
أقسام صلاة التطوع
تنقسم صلاة التّطوع تبعاً لتقسيمات مختلفة إلى أنواع عدّة، وبيان أبرزها فيما يأتي:[٣]
- الصلوات التابعة للفرائض؛ كالسنن الرّواتب، والمتّفق عليها بين المذاهب هي:[٤]
- ركعتان قبل صلاة الفجر.
- ركعتان قبل صلاة الظهر.
- ركعتان بعد صلاة الظهر.
- ركعتان بعد صلاة المغرب.
- ركعتان بعد صلاة العشاء.
- الصلوات التي يُشرع لها الجماعة، مثل: صلاة التراويح والاستسقاء والعيدين والكسوف، وغيرها.[٥]
- الصلوات التي لا يُشرع لها الجماعة، مثل صلاة الاستخارة، وصلاة الضحى، وغيرها.[٥]
- الصلوات المقيّدة بسبب، ومثالها ركعتي تحيّة المسجد وركعتي الوضوء.
- الصلوات غير المحدّدة بوقت ولا مقيّدة بسبب، وتشمل جميع النّوافل المطلقة.
- الصلوات المُؤكّدة، مثل صلاة الوتر.
- الصلوات غير المؤكّدة، مثل الصلاة قبل صلاة المغرب.
وتجدر الإشارة إلى أنّ للمذاهب الفقهية اصطلاحات وتقسيمات تتّفق وتختلف فيما بينها في صلاة التّطوع، ويصعب الإحاطة بها جميعها في هذا المقام، ويمكن الرّجوع إلى تفصيلاتها عند المحققين من أهل العلم، مثل: مباحث صلاة التّطوع في كتاب الفقه على المذاهب الأربعة،[٦] وفصل صلاة التّطوع في كتاب الفقه الإسلامي وأدلته.[٧]
فضل صلاة التّطوع
صلاة التّطوع دليلٌ على صدقِ إيمان العبد، وشاهد حقٍّ على حُسن إقباله على مولاه -عزّ وجلّ-، ولصلاة التّطوع فضائل عظيمة ومكاسب جليلة، وعلّ من أهمّها ما يأتي:[٨]
- صلاة التّطوع تجبر ما نقص من صلاة الفريضة يوم القيامة
صحّ في الخبر أنّ الله -تعالى- من فضله وكرمه على عباده يوم القيامة أنّه يجبر ما نقص المسلم من صلاة الفريضة بما أدّاه في حياته من صلاة التّطوع؛ ففي الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إنَّ أولَ ما يُحاسَبُ به العبدُ يومَ القيامةِ من عملِه صلاتُه، فإن صَلُحَتْ فقد أَفْلَحَ وأَنْجَح، وإن فَسَدَتْ فقد خاب وخَسِرَ، فإن انْتَقَص من فريضتِه شيئًا، قال الربُّ تبارك وتعالى: انْظُروا هل لعَبْدِي من تَطَوُّعٍ فيُكَمِّلُ بها ما انتَقَص من الفريضةِ، ثم يكونُ سائرُ عملِه على ذلك).[٩]
- صلاة التّطوع سبب في دخول الجنة ورفقة النبي الكريم فيها
أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن ربيعة بن كعب الأسلمي -رضي الله عنه- قوله: (كُنْتُ أبِيتُ مع رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- فأتَيْتُهُ بوَضُوئِهِ وحَاجَتِهِ فَقالَ لِي: سَلْ فَقُلتُ: أسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ في الجَنَّةِ. قالَ: أوْ غيرَ ذلكَ قُلتُ: هو ذَاكَ. قالَ: فأعِنِّي علَى نَفْسِكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ).[١٠]
- صلاة التّطوع سبب في محبة الله تعالى للعبد
صح في الحديث القدسي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: قال الله -تعالى: (... وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ ...).[١١]
المراجع
- ↑ وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته (الطبعة 4)، دمشق:دار الفكر، صفحة 1055، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ محمد بازمول، بغية المتطوع في صلاة التطوع، صفحة 10. بتصرّف.
- ↑ فريق الموقع، "أنواعُ صَلاةِ التَّطوُّعِ"، الدرر السنية الموسوعة الفقهية، اطّلع عليه بتاريخ 27/3/2023. بتصرّف.
- ↑ سيكو مارافا توري، "السنن الرواتب في المذاهب الأربعة"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 27/3/2023. بتصرّف.
- ^ أ ب الفقه الإسلامي/حكم صلاة التطوع جماعة:/i582&d918497&c&p1 "حكم صلاة التطوع جماعة"، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 27/3/2023. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن الجزيري (2003)، الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة 2)، بيروت:دار الكتب العلمية، صفحة 297، جزء 1.
- ↑ وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته (الطبعة 4)، دمشق:دار الفكر، صفحة 1055، جزء 2.
- ↑ فريق الموقع، "فَضْلُ صَلاةِ التَّطوُّعِ"، الدرر السنية الموسوعة الفقهية، اطّلع عليه بتاريخ 27/3/2023. بتصرّف.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:413 ، حسن غريب من هذا الوجه.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ربيعة بن كعب الأسلمي، الصفحة أو الرقم:489، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6502 ، صحيح.
